جار التحميل...
وجدت دراسة نشرت عام 2019 في مجلة "Scientific Reports" أنّ الفوائد الصحية تزيد بشكل ملحوظ عند ممارسة الرياضة مدة 120 دقيقة على الأقل أسبوعياً في الطبيعة، فهذه الدراسة تؤكد على ضرورة بدء روتين وتخصيص وقت مناسب لممارسة الرياضة، وفي حال اختيار الجري من بينها يمكن أن يحصل الجسم على هذه الفوائد.
عند الجري يتحرك الجسم بأكمله، وتشترك جميع العضلات في الحركة، ممّا يُسهم في تقويتها وزيادة قدرتها على التحمّل، خاصةً عضلات الجزء السفلي من الجسم، لذا يعدّ الجري فعالاً لبناء بنية عضلية ممتازة.
القلب هو عضلة، وممارسة الجري يمكنها تقوية عضلات الجسم المختلفة بما في ذلك عضلة القلب، فعند بذل الجهد أثناء الجري يزيد معدل النبضات، وتزيد كمية الدم والأكسجين التي يضخها القلب في كل نبضة، وهذا يساعد على جعل نظام القلب والأوعية الدموية أكثر مرونة وفاعلية، وبناءً على ذلك ينصح مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC" بممارسة 150 دقيقة من النشاط معتدل الشدة أو 75 دقيقة من النشاط القوي أسبوعياً.
عند الجري يبدأ الجسم كاملاً بالعمل، ويستفيد كل جزء من فوائد هذا النشاط، بما في ذلك العقل والحالة المزاجية؛ إذ يتدفق الدم إلى الدماغ ليطلق الناقلات العصبية التي تساعد على الشعور بالسعادة، وهذا يؤدي إلى إطلاق الدوبامين والإندورفين، مما يُسهم في تحسين المزاج، وتعزيز الذاكرة، وزيادة التركيز.
كما يمكن أن يُسهم الجري في التخفيف من الشعور بالتوتر والقلق، فحسب مراجعة نشرها موقع "MDPI" -المختص بنشر المجلات العلمية- لمجموعة من الباحثين عام 2020 لـ 116 دراسة تبيّن أنّ الجري يمكن أن يكون وسيلة فعالة للمساعدة على التخفيف من عدد كبير من تحدّيات الصحة النفسية، بما في ذلك التوتر والقلق.
في الأحوال الجوية المعتدلة يفضل البعض اختيار أوقات المساء لممارسة الجري لتجنب أشعة الشمس والحفاظ على الراحة، ومع ذلك فإن ممارسة الجري والتعرض لأشعة الشمس -في الأوقات المناسبة التي لا تكون فيها شديدة، كالصباح الباكر- يمكن أن يوفر جرعة من فيتامين "د" الضروري لصحة العظام وتعزيز جهاز المناعة، إذ تعدّ أشعة الشمس مصدراً أساسياً للحصول على هذا الفيتامين.
ربّما يكون الأمر غريباً، لكن عند ممارسة التمارين الرياضية يصبح العقل والجسم في حالة جيدة، ممّا يؤثر بشكل إيجابي في تنظيم النوم وتحسين جودته، ووفقاً لخبراء من جامعة جونز هوبكنز الأميركية هناك أدلة قوية تشير إلى أنّ ممارسة الرياضة يمكن أن تُسهم في تسريع النوم وتحسين جودته.
لا شك أنّ أول ما يتبادر إلى الذهن عند اتخاذ قرار بالبدء بالجري يومياً مدة نصف ساعة في الهواء الطلق هو الرغبة في خسارة الوزن، وهذا صحيح بالفعل؛ إذ يساعد الجري على حرق السعرات الحرارية وزيادة معدل الأيض، ممّا يقلل من دهون البطن ويُسهم في فقدان الوزن، ومع ذلك يجب أن نتذكر أنّ الحصول على النتائج المرجوة يتطلب الالتزام أيضاً بنظام غذائي صحي.
أثبتت الدراسات أنّ ممارسة التمارين الرباضية تحافظ على صحة الركبة والظهر، بما ذلك الجري، فقد وجدت دراسة عام 2019 نشرت في مجلة "BMJ Open Sport & Practice Medicine" أجريت على 82 شخصاً من عدّائي الماراثون أنّ الجري أدى إلى تحسين صحة الركبة لديهم، وربّما كان ذلك من خلال المساعدة على تقليل الالتهاب في المفاصل.
قبل ممارسة الجري يجب الأخذ في الاعتبار مجموعة من الأمور المهمة، منها استشارة الطبيب أولاً وإخباره بالوضع الصحي في حال وجود أي مشكلات صحية، مع العلم أنّ المدة المناسبة للجري قد تختلف من شخص إلى آخر بناءً على العمر والحالة الصحية العامة.
ومن المهم أيضاً اختيار حذاء رياضي مريح لتجنب الآلام أثناء الجري، واختيار مكان مناسب؛ بأن يكون آمناً ومضاءً وخالياً من العوائق، كما يُفضل اختيار الأوقات الملائمة للجري وتجنب الظروف الجوية القاسية، مثل البرد الشديد في الشتاء والحرارة الشديدة في الصيف.
يُنصح أيضاً بتجنب تناول الطعام مباشرة قبل الجري؛ لتجنب الشعور بالثقل خلاله، ومن الأفضل تجنب حمل الكثير من الأشياء خلال الجري باستثناء الهاتف المحمول للحالات الطارئة، وزجاجة ماء لبقاء الجسم رطباً وتعويض فقدان السوائل، كما يُنصح بعدم استخدام السماعات والاستماع للموسيقى أثناء الجري للحفاظ على اليقظة.
ونصيحة أخيرة نوجهها لك "اجعل من الجري عادةً يومية، تماماً مثل تنظيف أسنانك".
المراجع
[1] self.com, 15 Benefits of Running That Will Make You Want to Log Some Miles
[2] betterhealth.vic.gov.au, Running and jogging - health benefits
[3] outsideonline.com, 10 Amazing and Evidence-Supported Health Benefits of Running
[4] abbott.com, 5 Benefits of Endurance Running You Should Know
[5] gq.com, 11 Benefits of Running That Experts and Research Say Will Change Your Body and Brain