طرق طبيعية وبسيطة لتنظيف الجسم من السموم

ومن ناحيةٍ أخرى، سواءً لُوحِظَت هذه الأعراض أم لا، يجب معرفة أنّ الجسم السليم يُمكنه التخلّص من المواد الضارة والفضلات بشكلٍ طبيعي من خلال الكبد، والكلى، والجلد وغيرهم، إلّا أنّ هناك بعض الطرق التي تساعد على دعم وظائف الجسم هذه والتخلّص من السموم بشكلٍ طبيعي، تابع القراءة لمعرفتها:

شرب كمياتٍ كافيةٍ من المياه

وفقًا لأخصائيي التغذية، فإنّ المحافظة على ترطيب الجسم أمر مهم لطرد المواد السامة والفضلات مثل ثاني أكسيد الكربون واليوريا -مركب كيميائي ينتجه الجسم بعد تحليل البروتين الموجود في الطعام ويتم التخلّص منه عن طريق البول-، فإذا كان الجسم جافًا فإنه لن يستطيع التخلّص من هذه المواد عند التنفس، أو التعرّق، أو التبول. 

لذا، من أهم الخطوات التي يُنصح بها ضمن الروتين اليومي للتخلص من السموم هو شرب كمياتٍ كافية من الماء، ولتجنّب نسيان ذلك، يُمكن وضع زجاجة ماء قريبة من مكان الجلوس سواءً في المنزل أو العمل، والاستمرار بالشرب على دفعاتٍ طوال اليوم، كما يُمكن وضع قطعٍ من الفواكه الطازجة فيها كمنكهاتٍ طبيعية.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الحاجة اليومية من الماء للرجال بشكلٍ عام حوالي 3.7 لتر بينما تحتاج النساء إلى 2.7 لتر من الماء، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثير النظام الغذائي، وطبيعة المناخ في المنطقة المُتواجد بها، ومستوى النشاط البدني اليومي على الحاجة اليومية للماء. 

التركيز على جودة النوم

يُوصي الأطباء وخبراء الصحة دائمًا بالنوم حوالي 7-8 ساعات يوميًا؛ وذلك لأنّ النوم لساعات كافية ليلاً وليس نهاراً يُمكن أن يساعد على التخلّص من السموم بكفاءة، ويجعل الجسم يعالج نفسه بنفسه، ويجدد طاقته، على عكس النوم غير الجيد الذي قد يقلل من كفاءة وظائف الجسم المختلفة، بما فيها صعوبة التخلص من السموم المتراكمة طوال اليوم.

كما أنّ هناك علاقة وطيدة بين النوم العميق وصحة الدماغ ودوره في التخلص من السموم في الجسم، إذ تبين أنّ النوم العميق يزيد من نشاط الدماغ، وبالتالي يساعد الجسم على طرد السموم، مثل بروتين بيتا أميلويد وبروتين تاو، فتراكم هذه البروتينات السامة في الجسم قد يؤثر على الخلايا العصبية، مما قد يسبب بعض الأمراض مثل الزهايمر والخرف على المدى البعيد.

نصيحة: في حال مواجهة صعوبة النوم ليلاً، يمكن عمل تغييراتٍ بسيطة في نمط الحياة للحصول على نومٍ أفضل وأسرع، مثل جعل ساعات النوم والاستيقاظ ثابتةً قدر الإمكان، وتجنّب استخدام الهاتف أو مشاهدة التلفاز قبل النوم، بالإضافة إلى تهيئة الجو المناسب للنوم من إضاءة أو هدوء وغيرها.

التقليل من تناول السكر والوجبات السريعة   

يؤثر السكر والحلويات والوجبات السريعة على مدى قدرة أجسامنا على التخلص من السموم المتراكمة، فتبعاً لإحدى الدراسات التي نشرها المعهد الوطني للطب (NIH) في عام 2018م، يُمكن أن يتسبب استهلاك المشروبات التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر بشكلٍ مستمر في الإصابة بمرض الكبد الدهني، هذا المرض الذي قد يعيق تخلص الجسم من السموم بشكله الطبيعي بسبب تأثيره على وظائف الكبد، لذا يُمكن جعل الجسم صحياً أكثر ومساعدته على التخلص من السموم بشكلٍ أكثر كفاءة بتناول كمياتٍ أقل من هذه الأطعمة.

ومن ناحيةٍ أخرى أيضاً، قد يُسبب السكر والأطعمة المصنعة الكثير من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري والسرطان، وفقاً للعديد من الدراسات. يقول البروفيسور تيم سبيكتور، أستاذ علم الأوبئة في كلية كينجز لندن: "في العقد الماضي، تزايدت الأدلة تدريجياً على أنّ الأطعمة المصنعة ضارة بنا بطرقٍ لم نكن نظنها، نحن نتحدث عن مجموعةٍ كاملة من السرطانات، وأمراض القلب، والسكتات الدماغية، والخرف"، وعلى الرغم من ذلك ما زالت هذه الأطعمة تقتحم روتين الكثير من الأشخاص في هذا العالم، وربما صار الوقت مناسبًا للتوقف عن تناولها أو التقليل منها. 

تناول الأطعمة الغنية بالبريبايوتكس

يعد البريبايوتكس (prebiotics) نوعاً من الألياف التي تعمل على تحسين كفاءة الجهاز المناعي والهضمي، خاصًة الأمعاء، فهو يغذي البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء، ما يجعل الجسم قادراً على التخلص من السموم والمواد الضارة بشكلٍ أفضل، كما يحميه من الإصابة بالأمراض المختلفة مثل الالتهابات وغيرها.

ومن أهم الأطعمة الغنية بالبريبايوتكس التي يُنصَح بتناولها ضمن الوجبات اليومية: التفاح، والثوم، والطماطم، والبصل، والشوفان، والبقوليات، والموز الأخضر، والخرشوف.

المحافظة على الهدوء والتخفيف من التوتر 

قد يقلّل التوتر من كفاءة العمليات الحيوية في الجسم ويضر بجهاز المناعة، مما يؤثر على الجهاز الهضمي بشكلٍ سلبي؛ ويجعله غير قادر على امتصاص المواد الغذائية اللازمة للتخلص من السموم، كما أنّه من الممكن أن يسبّب ارتفاعاً في هرمون الأدرينالين، وإفراز سموم ومواد ضارة تؤثر سلباً على عمل إنزيمات الكبد في عملية طرد السموم.

لذا من المهم التخلص من التوتر، سواءً عن طريق ممارسة تمارين التنفس العميق واليوغا أو الحصول على أوقاتٍ للتأمل والراحة في أيام العمل الشاقة، إذ إنّ هذه الأمور تؤثر إيجاباً ليس فقط على صحة الجسم وجعله نظيفاً خالياً من السموم، بل تحميه من الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل أمراض القلب، والسمنة، والاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم.

وفي النهاية، لا بدّ من التذكير بأنّ الطرق المذكورة في الأعلى من الحرص على التغذية السليمة واتباع أسلوب حياة صحي لا يُساعد على تخليص الجسم من السموم فحسب، بل يجعله أكثر قوةً وصحةً ويحسّن من جودة الحياة بشكلٍ عام.

المراجع
[1] healthline.com,What Is a Full-body Detox?
[2] forbes.com,  How To Detox Your Body Safely, According To Experts
[3] ehproject.org, How To Detox Your Body Naturally: 7 Safe Ways 2024
[4] gaiam.com, 10 WAYS TO DETOXIFY YOUR BODY NATURALLY
[5] pureluxemedical.com, 5 Safe & Effective Ways to Detox Your Body Naturally