"ابتسم.. أنت في الشارقة".. عبارة ارتسمت كلوحة فنية في سمائها، لأنها الشارقة صاحبة الـتأريخ الخصيب، الغنية بتراثها العَبِق، وثقافتها الحكيمة، وموروثها الاجتماعي، وسَمْتُها السَوِيُّ، وأرضها الخصبة بكل أنواع الهِبات، وغيره الكثير الذي لا ينضب.

 فعندما يتردد اسم الشارقة على كل نعمة أنعمها الله سبحانه وتعالى علينا، نتذكر قول الله عز وجل: ﴿ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ﴾ [سورة يوسف: 49]. جاء في تفسير هذه الآية عند السعدي: "أي فيه تكثر الأمطار والسيول، وتكثر الغلاّت، وتزيد على أقواتهم". وجاء أيضاً في تفسير الآية عند ابن كثير: "إنه يعقبهم بعد ذلك، (عامٌ فيه يُغاث الناس)، أي يأتيهم الغيث، وتغل البلاد، ويَعصِرُ الناس ما كانوا يعصرون على عادتهم، من زيت ونحوه، حتى قال بعضهم: يدخل فيه حَلْبُ اللبن أيضاً".

وهذا كله من البشارة والفأل الحسن، ومن إدخال المسرة والأمل في النفوس، فَذِكْرُ الشارقة بما تحويه من ينابيعِ خيرٍ متدفقة من كل النواحي (الثقافية، والإنسانية، والدينية، والاجتماعية، والتكنولوجية والكثير الكثير)، حُقَّ لها أن تُسمىّ شارقة الخير، وحُقَّ لها أن تكون تاريخاً خصباً في عطائها.

يقول الشاعر:

لشارقتي المعطاء تهفو القلوبُ

وتأريخُها يروي العيون خصيبُ

وضوءٌ يبثُّ الحبَّ والنورَ كلما

شدا لحنَها حـادٍ وغنَّتْ دروبُ

وعندما يُطَمْئِنُ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الناس في حديثه بقوله: (إيمانك بالله ولغتك وبلدك وتراثك وإنسانيتك.. مكفولة فلا تخاف)، فسموه يركز على التذكير بقوة الإيمان بالله تعالى، وما عندك من حصيلة صادقة مع نفسك، وصدقٍ في التوكل عليه سبحانه وتعالى، ونفسٍ مخلصةٍ لبلدها ومعتزة بِلُغَتِها، ومحافظة على تراثها، ومكفولة ومصانة في إنسانيتها.

فالعطايا والهبات عندما تتجلى في شارقة الخير، تُشعرك بقوة الأساس وصدق العزيمة في كل شيء، فهو زادٌ قوي يَمُدُّك بطاقة إيجابية بأن هذه الأمور كلها مصونة ومكفولة بحق، لأن الشارقة في أيدٍ أمينة.

كيف لا والشارقة تُعطي الزود في كل محفل بما يسر الخاطر، ويُبهج النفس، فعلى قدر النوايا تكون العطايا، والنية الطيبة مفتاح كل خير.