جار التحميل...

°C,

استدامة النشر في الشارقة

April 04, 2024 / 11:29 AM
يُشكّل النشر بمختلف أنواعه علمياً كان أو أدبياً أهمية كبرى في المجتمع، فيُسهم في تطور العلم، ورفع مكانة الباحثين والكُتَّاب، فضلاً عن زيادة نشر الثقافة وتنوير المجتمع بالعلم المفيد وبإدراكه للعديد من القضايا بمختلف المجالات، لذلك يقول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة : " إن منابع العلم فيها الفسحة، والكتب كالسفن نسافر بها في الزمن، ليس للمشاهدة فقط، وإنما للحكمة والثقافة والعلم".
لذا، تهتم الشارقة عاصمة الثقافة والعلم والمعرفة بالنشر بكافة أشكاله، وذلك إيماناً باستدامة النشر وتعزيزاً للثقافة العلمية، لخلقِ أجيالٍ تمتلك من الثقافة والفكر ما يؤهلها إلى التقدم في كافة المجالات، وفي ضوء ذلك أطلقت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي المؤسسة والرئيسة الفخرية لجمعية الناشرين الإماراتيين مبادرة (صندوق الشارقة لاستدامة النشر “أنشر")، وذلك بهدف حشد منظومة دعم متكاملة لقطاع النشر مكونة من رأس المال والخبرات ومنصات تسريع الأعمال وتشجيع الابتكار، بالشراكة مع الجهات المختصة في الإمارة.

 وتنطلق المبادرة على 3 محاور رئيسية، هي: 

• محور النمو: والذي يستهدف تنمية قدرات الناشرين الجدد والحاليين من خلال برنامج مسرعة أعمال مصمم خصيصاً لهم، وتمويل شركاتهم. 
• ومحور الابتكار: الذي يشجع على الابتكارات والإبداعات وتسهيل المشاريع المبتكرة في مجال تكنولوجيا النشر. 
• ومحور الانطلاق: لدعم الناشرين الصاعدين عن طريق حاضنة أعمال وتوفير الإرشاد الأولي والأدوات والدعم المجتمعي، الذي يحتاجونه ليكونوا إضافات نوعية تُحدث فوارق حقيقية في قطاع النشر الإماراتي والعالمي. 

وفي أغلب الأحيان نرى أن معظم ما يتعلق بالنشر والكتابة قد يحتاج فيه الباحث أو الكاتب إلى إعادة نشر وإعادة صياغة بنفس الوقت، فيما خطه قلمه ، فقد تطرأ عليه فكرة أو يصطاد معلومة قيِّمة بين أروقة المكتبات، فمعين العلم لا ينضب، وكما ذكر الزبيدي في كتابه إتحاف السادة المتقين؛ عن القاضي عبدالرحيم البيساني :" إني رأيت أنه لا يكتب إنسانٌ كتاباً في يومهِ، إلاَّ قال في غَدِهِ: لو غُيِّرَ هذا لكان أحسن، ولو زِيد هذا لكان يُستحسَن، ولو قُدّم هذا لكان أفضل، ولو تُرِكَ هذا لكان أجمل، وهذا أعظم العبر، وهو دليلٌ على استيلاء النقص على جملة البشر" .

وتعكس مثل هذه المبادرات الثقافية مدى اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام وإمارة الشارقة تحديداً، بالفكر والثقافة والعمل على تعزيز الحفاظ عليه، بل ودعمه بشكل مستمر وصولاً للاستدامة العلمية والثقافية والمعرفية، فكان رهانُ الشارقة على نشر العلم والمعرفة، ليكون الفرد هو صمامُ أمانِ المجتمع، فكان لها قَصَبُ السَّبْقِ في كسب هذا الرهان.
      
إن استدامة النشر علامة فارقة في سماء الشارقة لأنها استدامة للعلم والثقافة والفكر، فكما قالت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي: " الشارقة عبر الزمان أرض خصبة تنبت في ثراها شَتّى أنواع العلوم والمعارف وبناء الثقافة العامة والمتخصصة، ورحلتنا في نشر العلم هي حكاية مُلهمة يجب أن نعيد روايتها عبر الأجيال حتى يستمر أبناء الشارقة وبناتها في إكمال المسيرة والارتقاء باسم الشارقة داراً للعلم والثقافة".
April 04, 2024 / 11:29 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.