جار التحميل...

°C,

أصبحنا غرباء

February 12, 2024 / 11:31 AM
هكذا كان ذاك العم يصف لي الحال، إذ قال: "أستغرب من تغير الحال" كان يرددها ونحن نتواجد في إحدى الدوائر لحضور مناسبة واحتفال مجتمعي، وهو جالس ويستمع للكلمات الجميلة لمسؤولي تلك الجهة وابتسامتهم العريضة.
وأكمل تعجبه قائلاً: "حينما تنطفئ العدسات ينطفئ ترحيب هؤلاء".

 لقد أصبح عند البعض الترحيب والابتسامة بالمناسبات، وبدأ يسرد كيف كان الترحيب والابتسامة عند الموظفين والمسؤولين في زمان مضى بشكل تلقائي، وطبيعي دون كاميرات، وكنا نسعد حينما نذهب لتخليص معاملاتنا وحتى لو لم تنجز أو تعرقلت لأي سبب نخرج راضين بسبب التقدير الذي نلقاه والترحيب، حيث نشعر أن الموظف يحزن إذا لم يستطع إنجاز معاملاتنا.

 واليوم لقد استحدثوا دورات وورش عمل لتعليم الموظف كيفية التعامل مع نفسية المتعاملين والمحصلة أن فاقد الشيء لا يعطيه.

لقد أصبحنا لا نتشجع للدخول إلى المؤسسات، وفقدت الدوائر تلك الروح، وأصبحت تأدية  الأعمال ضمن روتين لا أكثر، وأصبح العميل مجرد رقم تسلسلي لمعاملته، حتى الضيافة أضحت مجرد ديكور وشكليات تلبي معايير لنيل جوائز قد تخوضها تلك المؤسسة وتنتظر التقييم حتى انصهرت القيمة الحقيقية للسلوك التلقائي المبرمج وقياسات ضمن دليل الإرشادات تملؤها الممنوعات والعقوبات والواجبات كي تفوز بجائزة المؤسسة المثالية.

ويختم ذاك العم أصبحنا غرباء، ويتمنى عودة تلك الأيام وانتهت تلك الفعالية وهمَّ بالمغادرة وهو يقول:" ها أنا مغادر بعد انطفاء العدسات، ولم يسألني أحد ماذا تريد كلٌ ذهب للمسؤول" وأصبحت أنا أقف غريباً في عالم افتراضي وتمتم بصوت خافت أين أنت أيها الماضي؟
February 12, 2024 / 11:31 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.