أكتب هذا المقال، وقد اغرورقت عيناي بالدموع بعد سماعي هذه القصة من إحدى الدول، وقد تكون مثل هذه الحالات بيننا وفي مدارسنا، لكن من يكتشف ويكون سباقاً ليقرع الجرس؟
يقول الراوي، كانت هناك أسرة مكونة من أب وأم مصابة بإعاقة ذهنية ولديهما أبناء صغار، أكبرهم في الصف الرابع وما دون ذلك، وكان الزوج هو من يقوم بجميع شؤون الأسرة ووضعنا المادي بسيط جداً، ونسكن بعيداً عن أقربائنا، ورغم قسوة الظروف تعرض الأب لحادث مروري ونام في المستشفى لأكثر من 10 أيام.
وأصبحوا بلا راعٍ والأم وضعها صعب، وأصبح الجيران يبعثون لنا وجبات، وفي بعض الأيام نجلس على فتات الخبز، حتى إن الطفل ذات يوم في المدرسة دعته الحاجة والجوع إلى أن يسرق وجبة زميله، وينتظر الحصة تنتهي حتى يأخذها لأخيه، الذي معه بالمدرسة ويتقاسمها معه.
لكن الزميل أبلغ المعلم، وبدأ المعلم بالتفتيش، واكُتشف الأمر وبشكل إنساني أرجع الوجبة للزميل، دون أن يشعر وأخرجهم للفسحة إلا أنا، وأصبح يوبخني على فعلتي.
وأنهرت بالبكاء، وأخبرته عن حالتنا، فأخرج من محفظته نقوداً، وأعطاني وأخي حتى نفطر في الفسحة، وبعد نهاية الدوام أخذنا للمنزل، ورجع بعد ساعة، وليعطينا حاجيات المنزل.
وأصبح يومياً هو من يحضر لنا أنا وأخي فطور المدرسة، حتى إنه أوصى المعلمين علينا، وتبنانا كأننا أبناؤه حتى وصلنا للمتوسطة، ثم انتقل إلى منطقته الأساسية هذا المعلم الفاضل نعم هذا من اكتشف الحالة صدفة وقرع الجرس الإنساني، الجرس الذي نبه المحيطين بوجودنا.
نعم، كم هناك من الأسر المتعففة التي لم تكتشف أو كم من تلاميذ أطفال يحضر بلا نقود ولا أكل، بل يشرب الماء فقط لأنه من أسرة متعففة أو متفككة اجتماعياً يحتاج من يلاحظها من إخواننا المعلمين.
وأنا أعلم أن دور المعلم كبير، لكن اكتشافك وقرعك للجرس هو خير، وأجر يسوقه الله لك ولعائلتك، وتبلغ الجهات المختصة للنظر بظروفهم؛ لأننا في دولة خيرها يغطي الكرة الأرضية، وأيادي قادتنا البيضاء تمتد لكل إنسان منذ تأسيس دولتنا الفتية الشامخة.
نعم فقط نريد قرع الجرس، وستجد الجميع يستنفر لفتح أبواب الخير.