جار التحميل...

°C,

ألزم والتزم

October 31, 2022 / 11:45 AM
تبدو مقولة " من تدخل فيما لا يعنيه نال ما لا يرضيه " واضحة، لكن الكثير من الناس لم يأخذوا بالحكمة الكامنة خلف هذه المقولة الشعبية، فعلى الرغم من بساطتها، كان من الممكن أن تجنب الكثير من الأفراد العديد من المنغصات وتجنبهم عناء الإشكاليات، التي قد يقعون فيها نتيجة استعجالهم في إبداء آرائهم في المساحات والدائرة الخاصة بالآخرين.
إن الذين نعيش معهم أو نعمل ونكون معهم، فيكون التدخل في شؤونهم أمراً مزعجاً وسلوكاً لا أخلاقياً، حيث ينتشر في المجتمعات بقصد تصيد أخطاء الآخرين، أو استفزازهم وإزعاجهم، وهو نموذج اجتماعي سائد، ومن الواضح أنه كذلك يزعج الجميع.

قد يقع بيتك الذي تسكن فيه بجوار منزل جارك، الذي قد تلاصقه الجدار بالجدار، ولم تختار أن تسكن بقربه، ولكن تجبرك الظروف والواقعية أن تتأقلم في بعض الأحيان، مع كافة الإجراءات والالتزامات والضوابط، التي قد يتخذها جارك، للمحافظة على طبيعة منزله ومحيطه.

وأن تكون ملزماً بطبيعة الحال من التدابير والطرق التي قد يتخذها، وأن تتقبل كافة ما قد يتخذه لذلك، بسبب طبيعة الجوار والاحتكاك اليومي المباشر، ولكل شخص الحق في المحافظة على مستوى الأمان، الذي يريده ويرغب فيه، حتى ولو لزم الأمر تركيب الأنظمة الذكية للمنازل، أو أغلق عليه أبواب البيت، لضمان سلامة الساكنين والقاطنين.

ويأتي البعض ويلجأ إلى الاعتقاد بأن من حقه انتقاد أي جهة أو كيان أو حتى دولة خاصة مع وجود قنوات للتواصل الاجتماعي في متناول الجميع، دون مراعاة لحقوقها وواجباتها، في حماية مصالحها في ظل القوانين الدولية الممنوحة لها، ومن حرية سن التشريعات وتطبيقها، بالطرق التي تراها الدولة مناسبة لإدارة شؤونها.

ولا شأن لنا من قريب أو بعيد، فيما يخص شؤون الآخرين في كيفية تحقيقه، لضمان أمنها وأمن المقيمين على أراضيها، ولا نراعي قيمة وشأناً للأخوة والعلاقة التي تربطنا، ونفتح أبواباً نحن في غنى عن ذلك.

لذا وجب أن نلتزم أينما كنا، وأينما تواجدنا، سواء داخل الدولة أو خارجها، بكل ما يتطلب منا ويُطلب، ولا نقع فريسة إرضاء النفس، على حساب القيم بتشويه وتقريع الآخرين.
October 31, 2022 / 11:45 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.