ولكنها مشيئة الله وقدره، ورحمة الله الواسعة التي وسعت كل شيء، موقنون بقضائه ومؤمنون بمشيئته، ومدركون لأمره سبحانه، هنا تتجلى قوة إيمان العبد، بصبره على الابتلاءات التي تواجهه، وبقدرته على احتواء العقبات، التي تظهر أمامه.
إن السرور والسعادة ديدن الإنسان، وهي من المتطلبات الضرورية للحياة، حينما ينبض قلب المرء، وينطق لسانه بمعاني الحب والفرح، وينهج في مساره بالخير والطمأنينة والسكون، برغم ما نعانيه وما يواجهنا، لابد وأن نفرح مع أهلنا وأخوتنا، ولكن ليس على حساب معاناتنا، وأن نضع في الحسبان، أن الأخطار لازالت تحدق بِنَا، نفرح بها أنفسنا وقلوبنا، نحتفل بأمان دون تساهل بالإجراءات، والضوابط الاحترازية، والتي لن ينتقص ذلك من قيمة الأفراح، ولن تقلل من أهمية البهجة والحبور.
إن ألذ ما في الحياة ومتعتها، هو الإيمان بالله سبحانه وتعالي، كونه أساس حلول الطمأنينة في القلوب، والسكينة في النفوس، والغاية التي يسعى بها الإنسان، للوصول بعيداً عن حياة مليئة بالقلق والتوترات، وبعيداً عن الهلع والضغوط، الذي يأخذنا إلى سياق مختلف آخر، ويتركنا في زاوية التيه والضياع، وأرفعهم منزلة هو من امتلأ قلبه برضا الله، وسكن معه كل شيء، وكان مع الله وبالله ولله، في كل شأنٍ من شؤون حياته.
إن أيامنا حبلى بالمناسبات الجميلة والبسيطة، والأوقات والساعات السعيدة القادمة، التي ستمر علينا ومن حولنا، لنحتفل بها ونعطيها حقها، من السعادة ولمن يعزّ علينا، فهي حقاً تساعدنا على الاستشفاء، ومواجهة ما قد يعصف بِنَا من خطب حين نلقاه، ندعم بَعضُنَا بعضاً، ونمكن أنفسنا من القناعة والتفاؤل والحياة، ونحيا بأمل التعافي للعودة للحياة الطبيعية.