جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

المصير المحتوم

11 أغسطس 2021 / 11:02 AM
صورة بعنوان: المصير المحتوم
download-img
هو من المميزين الشغوفين بالعمل، حين قابلته أول مرة داخل مؤسسته التي يقبع فيها، بابتسامته دائمة، إذ تعد العلامة الفارقة التي تميزه وبوجه البشوش الذي يعطيك ويمنحك الأمل والتفاؤل حين تشاهده، ومن الأشخاص الذين تأنس بوجوده ولا يشعرك بضيق.
بل على العكس من ذلك يكسبك تواجده القيمة المُضافة، ويضفي عليك الكثير من المعاني والصفات النبيلة، ألتقيته عدة مرات، بحكم واجبات الوظيفة آن ذاك، ولازالت مخيلتي تستحضر همته وبراعته، فيما يوكل له من مهام ومسؤوليات، حيث يبرع فيها ويبدع بشكل لم نتصوره أو نتخيله، وكيف تأتيه الأفكار بهذه الصورة الجميلة المتقنة، فكان أنموذجاً فريداً في تدفق الأفكار، التي أضفتّ ومنحت الجمالية، في خدمة المجتمع الوظيفي والمجتمعي في مكانه. 

وكان يشعر في كل أمر ينجزه، أنه حقق مراده، ووجد ضالته، وبكل مشروع يعمل عليه، بطعم الإنجاز والحلم العظيم، حيث وجدنا كل من حوله، بفاعليه ونشاط منقطع النظير، ومن يشترك معه بطاقة وحيوية، بتلك المبادرات والأفكار الخلاقة، التي ازدانت بها مؤسسته.

ولا غرابة ولا عجب من ذلك، حيث كان يختصر الأيام والليالي، التي أوقع نفسه فيها، ويعوّض ما سيفوته، وهو يقبع بين جدران السجن، في تلك المؤسسة الإصلاحية والعقابية، حيث يقضي عقوبة الإعدام بحقه، والتي أمضى منها 15 عاماً حتى الآن، ولازال ينتظر ذلك مصيره المحتوم.

لقد كان يأمُل ويمني النفس، أن ينهي الدراسة في مرحلته الجامعية، وبتخصصه العلمي قريباً، وأن يكمل عقد قرانه، لكن القدر المحتوم الذي قلب مصير حياته، ونقطة التحول التي غيرت مسار عمره، وكُتب على (س. م) قدراً مختلفاً وأياماً مغايرة، ولحظة الجنون التي جاءت، ولم يعطها حقها من التفكير.

ولم يمهله الحدث الذي وقع، والأمر الذي جرى، من سوء في التقدير والتفكير، حين أخطأ التصرف في فورة غضب، بخلاف حدث بينه وبين صديقه، جعلته يرتكب تلك الحماقة والتصرف الأرعن، ويقوده شيطانه للاهتداء، بأن يضربه على رأسه، ليسقط ميتاً في لحظة غضب.

أحياناً لا ندرك أنفسنا ونحن ننساق، خلف ثورة الغضب الشديد التي تنتابنا، والتي نستطيع أن نخفف حدتها وشدتها، فالطبع والصفة الذميمة قد تأخذ بصاحبها إلى الهاوية، فتشمئز منها القلوب وتحرق الأفئدة، وتدمر الأسر وتقطع الأرحام.

وهكذا يظل صاحبنا، في انتظار أن يقضي الأمر بالقصاص والقدر المحتوم، أو يعفو عنه ذوي أهل الدم، ولا حول ولا قوة إلا بالله. 

August 11, 2021 / 11:02 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.