كان أحد المزارعين يمر على بئر مهجورة يومياً، وهو ذاهب لمزرعته، وكان كل ما يمر بجانبها يقول سوف اتصل بالبلدية لردمها، أو سأؤجر عمالاً وأردمها كي لا يقع فيها أحداً.
وبينما هو على هذا المنوال من التسويف والأخذ والرد بلا قرار سمع صوت صرخات مكتومة ليلتفت ويجد أن ابنه سقط في البئر، فأخذ يصرخ ويستنجد، فتجمع وتجمهر حوله الكثير من المزارعين وانطلق أحدهم متعجلاً لإنقاذ الصبي فرمى بنفسه في البئر متذكراً أثناء ذلك أنه لا يعرف السباحة، فسقط غير قادر على إنقاذ الصبي ولا حتى نفسه لاقياً حتفه.
فلو أن المزارع تعجل في طلب هدم البئر لما ترك للآخر زهق روحه بتعجله لإنقاذ الصبي.
ومن هذا يا صديقي تعلم أن تعجل في اتخاذ ما تتردد به نفسك ولا تتعجل بأخذ قرار أنت على يقين بأنه يضرك.
فكم من بئر بداخلنا لم تردم بسبب التسويف، وكم مرة قلنا:" سوف نعمل وسوف نفعل ونتوقف عند سوف إلى أن يسقط شيئاً في البئر التي بداخلنا".
وكم حاولنا أن نصلح شيئاً دون إدراك حتى حدث لنا ما لا نرغب حدوثه، لذا تعجل فيما تصيب ولا تتعجل بما لا تستطيع.