يذكرني هذا المنطق بقصة العميان والفيل، حيث أُحضر فيل ووُثق في غرفة، ودخلوا 3 عميان وطُلب منهم وصف الفيل، فلما خرجوا قال الأول إن الفيل عبارة عن 4 أعمدة على الأرض، وكان يقصد قوائمه بالطبع لأنها ما وصلت اليه يداه، أما الثاني فقال الفيل يشبه الثعبان تماماً، وطبعاً يقصد خرطومه، والثالث وصف الفيل بأنه مكنسة، وقصد ذيله.
كل شخص منهم وصف الفيل من وجهة نظره، أو بالأدق كما تلمسته يده، لكنها حقائق موجودة وإن كانت مختلفة الرؤى، لكنها تصب في نفس الحقيقة، فللفيل 4 أقدام وخرطوم وذيل وأوجه أخرى لم يلمسوها.
فمن الطريف يا أحبة، أن الكثيرين لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أوجه عديدة، مثال ذلك ما قد يحدث على منصات التواصل الاجتماعي، تسرد حقيقة لكن تعج الساحات بالاختلافات، فكل له وجهة نظر ورؤيا تختلف عن الآخر، لكن كل الزوايا المختلفة للرؤى تصب في بوتقة الحقيقة ذاتها إن اجتمعت.
فحين نختلف لا يعني هذا إننا على خطأ، فقد نكون جميعنا على صواب لكن كل منا يرى ما لا يراه الآخرين، فإن لم تكن معنا فأنت ضدنا لأنهم لا يستوعبون فكرة أن رأينا ليس صحيحاً بالضرورة لمجرد إنه رأينا.
فلا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور، فلابد من أن تستفيد من آراء الناس، لأن كل منهم يرى ما لا تراه، فلا تبخس الحقائق حقها وانظر لكل الوجوه.