نعم ونعم ونعم هي فخر الزمان، هو لقاء جمعني مع أحد الأصدقاء في معرض الشارقة الدولي للكتاب، بإكسبو الشارقة، بعد أن اتفقت معه أن نلتقي هناك، وهو ضيف من أحد الدول العربية العريقة وصل عبر مطار الشارقة الدولي، وذهب مباشرةً للمعرض.
وأنا كُنت في طريقي من مدينة الجمال خورفكان، وأنا اتحدث معه هاتفياً لأطمئن عليه، وخلال ساعة من هبوط طائرته، وختم دخوله، وصلت أنا للمطار وتفاجأ هو بوصولي لأنه كان ينوي ركوب سيارة أجرة ظناً منه إنني سأتأخر.
واحسست به بعد الترحيب بداخله سؤال، وحينما انطلقنا للمعرض، بادر سائلاً كيف وصلت بسرعة وانا أعرف أن خورفكان تبعد ساعة ونصف عن مطار الشارقة؟، وابتسمت قائلاً: "وسنزور المعرض وستكون وجبة العشاء هناك بخورفكان"، رد قائلاً: "مستحيل"، قلتُ "لا مستحيل" أنت في وطن اللامستحيل، أنت هنا بالشارقة، أنت بوطن سلطان القلوب، سلطان العطاء، وسترى بعينك ذلك.
ذهبنا لمنبع الـ 40 عاماً من الكتب والأكبر عرضاً للمعرفة، ومن الطبيعي أن ينبهر بما رأى وما تعجب من العناوين المطروحة، ومن الكتب والجديد منها.
نعم وبعد خروجنا، قال: "أرنا كيف سنكون بخورفكان خلال ساعة"، قلت له: "سنسير عبر طريق خيالي، وسأصمت وأدعك تتفرج على العجب العجاب"، قال: "أنا جاهز"، وانطلقنا وسرنا عبر طريق الشارقة خورفكان، وأنا لم اتحدث بكلمة، وهو ينظر للرمال ثم الجبال ثم اختراقنا للجبال عبر أنفاق ضخمة، وأنا ابتسم بفخر حتى وصلنا لمنزلي.
وبعد العشاء، قلت له: "ما رأيك بما رأيت؟"، قال: "أنا تركت خورفكان بعد أن انتقلت لبلدي منذ 7 سنوات، كيف حصلت هذه النقلة النوعية؟ كيف العالم توقف عند عجز جائحة كورونا والتذبذب الاقتصادي، وأنا منذ نزولي للشارقة كأنني بكوكب آخر مختلف، هم وقفوا هناك والشارقة قفزت تسبق الزمن وتختصر المسافات بجميع المجالات، رأيت طريق لأول مرة أرى نفسي أعبر عبر الزمن بمزيج من الألوان، صحراء وبعدها جبال، والأعجب الاستراحات، والأعجب ممن تلك وذاك هي منطقة شيص، التي كان الوصول لها صعب حتى باتت هي أول من يرحب بزوار الساحل الشرقي، وبها حديقة تحتضن الجمال".
وأضاف: "تعجبت منذ وصولي للشارقة حتى هنا ألف مرة وأنا أتمتم متى حصل ذلك؟"، قلت له: "ارتاح وغداً موعدنا للوحات أجمل".
وفعلاً، عند الصباح فطرنا في قمة السحاب، وشربنا القهوة بكورنيش خورفكان، وبعد العصر استمتعنا بالسوق القديم والقلاع والنوافير والمسرح المكسو بشلال يسر الناظر، وكلما يرى موقع يزداد تعجباً وسروراً.
ومررنا بمدينة كلباء وساحلها الأنيق ومشاريعها الجذابة، وزرنا دبا الحصن، وأهلها الطيبين.
نعم هي درة، وجلس معي 3 ليالي، وفي طريقنا للمطار كي يغادر، دخل للحجوزات وحجز زيارة أخرى له مع أسرته، قبل أن يغادرنا لشدة تعلقه بما رأى.
نعم ودعته وهمست بأذنه: "هذه هي الشارقة، وستظل شارقتنا فخر الزمان، قد يتوقف العالم لكننا برؤية حاكمنا سلطان لن نتوقف.