جار التحميل...

°C,

أدب الحديث

December 19, 2021 / 9:21 AM
إبان حكم الحجاج للعراق، فرض حظر تجوال بعد العشاء وأمر قائد حرسه بقطع رقبة كل من يجده بعد الوقت المحدد، وفي إحدى الليالي، وجد كبير الحرس 3 صبية يتجولون بعد العشاء فأوقفهم وسألهم من أنتم حتى خالفتم أمر الحجاج؟
فقال له أولهم: " أنا ابن الذي دانت الرقاب له ما بين مخزومها وهاشمها، تأتي إليه الرقاب صاغرةً، يأخذ من مالها ومن دمها"، فأمسك عن قتله وقال لعله من أقارب الأمير. 

ثم التفت للثاني سائله وأنت من تكون؟ فرد عليه " أنا ابن من لا ينزل الدهر قدره، وإن نزلت يوماً فسوف تعود، ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره، فمنهم قيام حولها وقعود" فتأخر عن قتله وقال لعله من أشراف العرب.

 ثم قال ثالثهم: " أما أنا فابن من خاض الصفوف بعزمه وقومها بالسيف حتى استقامت، ركابه لا تنفك رجلاه عنهما إذ الخيل في يوم الكريهة ولت"، فتركه ظاناً بأن أباه من شجعان العرب. 

وعندما أصبح أخذهم لمجلس الحجاج فأمر بالسؤال عن من يكونوا فكان الأول ابن حجام أي يعمل بالحجامة، والثاني ابن فوال، والثالث ابن حائك، فتعجب الحجاج من فصاحتهم وقال لجلسائه علموا أبناءكم الأدب فلولا فصاحتهم لضربت أعناقهم، ثم أطلق سراحهم وأنشد كن ابن من شئت واكتسب أدباً يغنيك محموده عن النسب، إن الفتى من يقول ها أنا ذا...ليس الفتى من يقول كان أبي. 

فما حال أبنائنا يا أحبه؟

إن أدب الحديث يأتي مما تسمعه الأذن وتبرمجه الألباب فاستمعنا إلى أبائنا وأجدادنا في مجالس الرجال ومآدب الطعام، كل يفضي بدلوه من علم وثقافة ومناقشات واستمعنا فاستفدنا وبرمجتها عقولنا حروفاً زاهية في التحدث والحديث.

 واليوم انقضت مضاجع المجالس، فلم تعد تستميل الشباب وإن تواجدوا كان جليسهم فقط قطعاً إلكترونية ملازمة استبدلت، فلا تجد إلا نادراً من يتقن للحديث أصوله وفنونه فانتبهوا وازرعوا في أبنائكم أدب الحديث وبالوسائل التي يفضلوها لتصل وتتأصل كي لا نفقد المعنى والأصل فهذا جذر لابد من وجوده في أبنائنا.

نرى مما سبق يا أحبة أن أدب الحديث يجعل من تغير طريقة عرض الفكرة منظوراً مختلفاً للأخرين، يجعلهم ينظرون لنا بنفس مستوى قيمة العرض.

 فلنبتكر دائماً وسائل أفضل في عرض الأفكار والمعلومات لأنها تميز كل من طلب التميز.
December 19, 2021 / 9:21 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.