منح الإسلام قيمة عظيمة للكتابة والكتب منذ بداية الوحي فقد قال الله عزوجل في محكم آيات التنزيل:" ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ* مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ﴾ ، وكذلك قال الله عزوجل " وإن عليكم لحافظين *كرامًا كاتبين " وفي الكثير من الآيات والأحاديث حث الله عزوجل ثم رسوله محمد "صلى الله عليه وسلم" الأمة على الكتابة والتدوين لما لهما من أهمية كبيرة في بناء الأمة وتكوين المجتمعات وتنمية الثقافة المجتمعية.
هذا ما طبقه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة بحذافيره في مشروع العمر الخاص بإمارة الشارقة، حيث أرسى سموه دعائم الكتابة والكتاب في جميع مناطق الشارقة، ونشر هذه الثقافة في أرجاء المعمورة.
وأصبح سموه راعي الكتابة الأول في الوطن العربي ومن الكتابة انطلق الكتاب ليكون بوابة هذا المشروع الحضاري للأمة العربية والإسلامية وللعالم.
إن مشروع الشارقة الحضاري ارتكز على العديد من المحاور أهمها الكتابة، ولذلك انطلق معرض الشارقة للكتاب في بدايات المشروع إيذاناً بمشروع سيخلد في صفحات التاريخ لأنه لم يتوقف منذ ذلك الوقت، وأصبح مع الأيام الحدث الثقافي الأبرز في دولة الإمارات والمحيط العربي والإقليمي والعالمي.
إن الأمم المتحضرة تتقدم بالعلم والمعرفة ويعتبر التدوين والكتاب هما ثروة الأمم وثمرة حضارتها للعالم وهذا ما سعى له سموه في مشروعه الكبير لذلك لابد أن يحصد سموه ثمار العمل المخلص الذي قام به في الإمارة في ميدان الكتاب ليتوج معرض الشارقة للكتاب بإشادات متنوعة على مدار السنوات.
ويحصد المعرض نجاحات منقطعة النظير حتى أصبح قبلة حقيقية وملاذاً آمناً لكل دار نشر ولكل كاتب وكاتبة في العالم.
وأتت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء في سموه ومعرض الشارقة للكتاب لتمثل أثمن نجاح للمعرض وللكتاب لأنها كلمات مؤثرة من قائد مهم من قادة العالم والعرب وملهم من ملهمي العالم الحديث.
وأخيراً أن تصل لهذا العدد من دور النشر ولهذا العدد الكبير من الكتب والإصدارات والتي تجاوزت 15 مليون كتاب، فهذا يعني بأنك قد أكملت مسيرة ناجحة من طريق المجد للحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري لوطنك وأمتك العربية وتراثك الإسلامي.
وحققت كل التوجيهات الربانية بهذا الخصوص لذلك فإن أي كلمة إشادة بهذا المعرض تكون في حقيقتها نيشان فخر للمعرض.
إن الكتاب وسيلة حقيقية للتعرف على ثقافة وحضارة الإنسان وفي الشارقة فإن الكتاب يعني حقيقة الشارقة الناصعة ودورها الريادي في المنطقة وثقافتها الحضارية التي رسمت طريقها بمسار معتدل خطه سلطان الكتاب ليتقدم الكتاب كل الكلمات وكل الأفكار ويكون الكتاب بوابة الشارقة الأولى للعالم.
إن التاريخ لا ينسى أي مخلص لعمله ومشروعه لذلك فقد كافأ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بأن أصبح معرض الشارقة للكتاب كتاباً حقيقياً للعالم بفصوله يفتخر به أرباب الكتابة وروادها.