لقد كان لنا في أنبياء الله وأصحابهم قدوة حسنة فبالرغم من مقدرتهم على التنعم بالعيش بما تفرضه سلطتهم ورسالتهم بالقيادة، لكنهم كانوا عليهم السلام خير قدوة للأمم بأن تركوا الدنيا ليمتلكوا الآخرة.
وهناك مواقف عدة تمر بنا يا أحبة، ونحن نسير بين دروب الحياة ونعبر بوابات التجارب والمواقف الحياتية المختلفة، فتأتي التجارب المتوازية والمتتالية في تناغم بين رفعة وانكسار ورضوخ وقرار، لتستمر الحياة ولنكمل رسائلنا فيها.
لكن تمر بنا بعض المواقف والأحداث التي تجعلنا ما بين الحيرة والخلاص، فتقف بين الترك والاندفاع مثال ذلك ما قد نشاهده على وسائل التواصل الاجتماعي من أخبار وإعلانات وغيرها، فتجد قلة من الناس تتعامل معها بشكل غير لائق ويخلط الجيد بغير الجيد.
ويشمل الكل مع هؤلاء المشاهير فيقحم نفسه فخصوصياتهم أو يعلق على كل ما يصورون، فمن نصبكم قضاة لمحاكمة الناس، لم لا تدعون الخلق للخالق وتتركوا التعليقات وتمتلكوا بالمقابل الفائدة مما يعرض وتمتلكوا أنفسكم بالرضا والسعادة.
والحديث موصول لكم مشاهير التواصل الاجتماعي بانتقاء المطروح على صفحاتكم المتنوعة وترك ما لا تختصون به لأهله لتمتلكوا تقدير متابعيكم ولتجعلوا من نوافذكم للعالم منبراً للاستفادة القيمة.
لم الإساءة والاستفزاز وأنت قادر على إبداء الحسنة، اترك الإساءة تمتلك ذاتك بالطيب، واترك البذاءة تمتلك صلاحك، واترك الاستهزاء تمتلك الرقي ورفعة الذوق.
أحبتي يمر بنا من صنوف المواقف شتى الألوان وأحياناً نضطر راغبين أو مجبرين على ترك الساحة والانسحاب ليس ضعفاً وقلة حيلة، لكنها حكمة وتكنيك حياة مميز يفهمه المتوازنون الذين يوقنون بأنهم ما تركوا شيئاً إلا امتلكوا أشياء في مقابل تركه.
فلنأخذ الإفادة يا أحبة ولنترك البعض لنمتلك الكل.