ما أصعب هذا الهم وخاصة لو كانت أصولك تنتمي إلى بلد ما وتعرفها اسماً لكن روحك وجسدك لم يعشها، وتخيلوا أحبتي الأمر أن تكون بوطنك وتشعر أنك غريب.
نعم هكذا وأنا أتصفح شبكة الإنترنت مرت عليّ عناوين لفتت انتباهي مثل رحلة الموت، أو النهاية وغيرها.
فحينما فتحت رأيت أحد الأشخاص يحكي لحظات هروبه من وطنه وهروبه هذا، لا لأنه مطلوب بل لأنه يبحث عن وطن يؤمن له الحياة الآدمية والأمان رجل هرب بلا شرعية مع زوجته وأولاده للحدود ويقول رأيت عوائل أخرى تهرب معنا وحكى كمية المخاطر بالطريق وغرق الكثيرون بالبحر، ناهيك عن التشرد والشتات لكن حلم الوطن يعالج أوجاع الطريق والجوع يسده قطعة حلوى طوال اليوم لكن الحلم ظل يخدر كل الآلام.
وحكى عن الملاجئ وطول الانتظار ومدى الإحساس بالظلام المجهول والذل النفسي، ونحن على عتبات الزمن ننتظر الثمن وهي تأشيرة قبول تعترف بوجودهم بهذه الدولة.
نعم هي نافذة كبيرة تشير لأولئك المتضجرين الناقمين على أوضاعهم تحت وطأة الضغوط النفسية المضطربة فتجد الفرد ينعم بمنزل وسيارة وراتب شهري وأسرة وأمن وأمان لكنه تائه كثير الشكوى يبحث عن أي سلبية عنده ويضخمها وينشرها رغم أن لديه حلها لكن لا ينظر لكم الخيرات التي منحها الله له من صحة واستقرار ووطن.
وبينما هناك أسر تعيش بخيام شتاؤها قارص تتوسد الطين وصيفها شمس حرارتها تسخن بين ضلوع النازحين يتناوبون على الوجبات وعلى أبواب دورة المياه يصطفون لكي يحصلوا على دقائق لقضاء حاجاتهم.
هي نافذة من الحياة أحببت أن أفتحها كي ننظر للدنيا بعين الرضا والقناعة والحمد بما نملك وما لا نملك فلله حكمة في كل شيء.