جار التحميل...

°C,

ملعقة سكر

August 08, 2021 / 9:39 AM

غيوم من لذه تذوب في لهفة متذوقها، في لحظة وتنتهي بابتسامة وفرحة، تلك ملعقة من سكر تذاب وتصنع، فتنتج حلوى كغيوم السماء، وخفة ولذة يحبها كل مَن ذاقها وأياً كان عمره.
فقط من ملعقة سكر ومن نفس الملعقة تذيبها لتحلي، مرار شراب ما لتتجرع لذة المرارة وأنت تستخلص حلاوة السكر، ومنها أيضاً ملعقة قد توازن طبخة، وأخرى تستخلص بها من الفاكهة حلوها.
 
وكذلك طيب الكلام والمعشر أحبتي كملعقة من سكر نحتاجها في سياق الحياة، لنضفي لوناً مبهجاً لنا ومن حولنا ونخلق جواً حميمياً من الطمأنينة.

فكل ما يمر بنا من ظروف وأزمات أو حتى مواقف تحتاج منا ومن هم من حولنا لتبسيط ما هو معقد.

إن كلمة طيبة أو تربية حانية على من تضيق به السبل لكفيلة بتخفيف الوجع وتبعث الراحة من ألم قد يمر في سماء الأيام.

فلنعلم يا أحبة أن تلك الملعقة من السكر من صفات الرحمة والطمأنينة التي قد تشكل فارقاً في حياة من حولنا لذا حث معلمنا الأول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على الابتسامة لأنها صدقة في الحديث " تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ" رواه الترمذي، كما شدد على التراحم ليشتد بنيان الأمم ونكون كما قال صلى الله عليه وسلم ً "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً ".

فلنا في رسول الله قدوة حسنه يا أحبة بكل ما فاض من قلبه العظيم شهداً وسكراً إلى آل بيته إلى منتهى أمم لم تشهده لكنها اتبعته.
 
بالتأكيد مررتم بمواقف شعرتم بها أن كلمة واحدة كافية، وجملة واحدة تبدو أجمل من هدية ثمينة، وكلمة صادقة دافئة نشعر بها كأنها يد تحتضن قلوبنا حتى على بعد مسافات.

وكم من مرة ابتسمنا في وسط حزننا بسبب كلمة، أو كنا على وشك التوقف والانسحاب، ولكن كلمة واحدة جعلتنا نستمر.

انثروا أحبتي في رواق أيامكم ومن حولكم من ملاعق السكر ما استطعتم وعلموها، لأبنائكم فما أحوج النفوس في ظل تروس طاحونة الزمان إلى ملعقة سكر.
August 08, 2021 / 9:39 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.