هكذا توجه السهام المدسوسة، وتبث الأفكار المسمومة، لزعزعة إيمان الشباب ودينه، وضرب الأمم ووقودها، بزرع روح الخنوع والكسل واللامبالاة، وما يمتّ به نحو التغريب والتحديث، لإحداث حالة من التوهان والتشتت، وترسيخ المفاهيم المنحرفة، والأفكار المغلوطة والمشينة، بدواعي منح الحقوق وإعطاء الحريات، لضرب استقرار المجتمعات، والتهوين من مكانة الأديان والأوطان.
إن التسامح سلوك إنساني حضاري، للعيش المشترك بين البشر، برغم الخلاف والاختلافات التي قد نشاهدها.
ويعني هذا أن نوطن أنفسنا، على قبول الطرف الآخر، برغم ما نحمله من أفكار ومعتقدات، وما يحمله الطرف الآخر في المقابل، وهذا تعبير عن طبيعة واختلاف الحياة والمجتمعات.
ولا يعني التسامح، التنازل بأي شكل من الأشكال، عما هو من قيّم الإنسانية النبيلة، وفارق كبير بين القناعات، وبين الثوابت في حياة الإنسان، كالعقيدة والأخلاق، والقيم الفاضلة الأخرى، وقد يستغل الآخرون هذ التنازلات، وهذه الشعارات المرفوعة بأبشع الصور، لفرض أفكارهم ونزواتهم.
إن بوابة الأمان والحصن الحصين للمجتمعات، أمام حركة الحياة والانفتاح المنشود، والتعايش الآمن، الذي ننشده في المجتمع، هو بقوة ركيزة المنظومة الأخلاقية، والقيم الفاضلة الراسخة، التي ستكون مصدراً، لاستقرار المجتمع وتلاحمه، وبقائه متماسكاً، ليحافظ على كل مكتسباته، برغم تلك الادعاءات والأكاذيب التي ينادي بها، الأدعياء الذي ينادون ويرفعون كل قبيح، ويدافعون بدعوى الحرية ومظلومية الحقوق، ويطعنون في الثوابت الدينية والمعتقدات، وتلك المسؤولية المشتركة، التي تقع على كاهل المجتمع، ويتحملها الأفراد والأسرة والمؤسسات كافة، للمحافظة على القيم والمبادئ .
ومهما ظن الواهمون المنحرفون، أنهم قادرون على زعزعة، هذا الدين الحنيف وأركانه، أو طمس رسالته الباقية الخالدة، والقيّم الفاضلة الحميدة، فهم الراقصون الخاسرون، ولن تجدي محاولتهم ونزواتهم البائسة واليائسة، فكلها ستذهب هباء مع أدراج الرياح، وسيبقى دين الله منصوراً ومحفوظاً، هو من يحفظه ويعلي شأنه على مدى الأزمان.