جار التحميل...

°C,

عذراً أيها الخدم

قد يظن البعض من عنواني هذا أنني سأتحدث عن مشاكل الخدم، أو عن سلبيات العمالة بشكل عام بل سأضع إصبعي على موضوع موجع قد يزعج البعض وهي تعاملنا معهم، هل هو كما يجب، وكما نعتقد أنه ضمن ما يحثنا عليه ديننا الحنيف من إنسانية ورقي؟
نعم سأتحدث عن موقف تكرر كثيراً، وقد مر عليكم كثيراً في المطاعم تجد أسرة كاملة تستمتع بالأكل وهناك على طرف الطاولة خادمة تقف على حافة المكان تقوم بإعطاء الطفل الأكل وهي بلا مقعد، والأمر من ذلك لا تأكل حتى إذا فرغوا وهو ما يتبقى من أكلهم فهي تشاهدهم والله يعلم ماذا يدور بنفسها.

فأقل شيء قبل أن نأكل نضع لها طبقاً مما سنأكل جانباً ونعلمها أنه لها ونجلسها بكرسي وهي تقوم بواجبها وتأكل بنفس الوقت هذا إن لم تطلب لها وجبة.

أحبتي هذا مشهد قد يراه البعض بسيطاً وهو بمكان عام إذا كيف تتعامل هذي الأسرة داخل المنزل وهناك صور عديدة تمتد من القسوة بالأوامر، ومنهم من يقفل باب الثلاجة لسوء الظن بتصرفات الخادمة، ناهيك من تسول له نفسه أن يمد يده عليها بالضرب وفي نهاية المطاف يأمنوا لها أطفالهم ويتركوهم عندها ترعاهم في غيابهم. 

وهنا أتساءل وسؤالي لهذا النوع من الأسر أليس لكل فعل ردة فعل؟ ماذا تتوقع لشخص يُهان تكون أفعاله حينما تغيب؟ وتوقع منه أي شيء في غيابك.

وهنا تغيب كلمة وفاء هذا إن كان هناك جزء من الوفاء أساساً، هنا أتحدث عن الإنسان السوي لا غير السوي لا أنكر أن هناك حوادث من الخدم رغم تعامل الأسرة الحسن معهم.

ولكن، لكل قاعدة شواذ لذا نحن يجب أن نكون سفراء لديننا وإنسانيتنا حتى داخل منازلنا، لنؤثر بهم فكم من العمالة أسلموا متأثرين بتعامل الأسرة معهم، وكم من الخدم يبكون كالأطفال حينما تنتهي مهامهم ويحين وقت السفر، وكم من العمالة يتواصلون من بلدانهم مع الأسر للاطمئنان عليهم، رغم مرور السنين.

 فيجب علينا أن نتعامل كما نحب أن يتعاملوا معنا فكلنا من تراب وإليه سنعود.
 
July 11, 2021 / 8:45 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.