جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

الفطرة

09 يونيو 2025 / 9:57 AM
الفطرة
download-img
جاء العيد ورحل، وكل عام يكون هذا الضيف في حال، وتقل نسبياً الاشتياق إليه، والبشر متغيرون يجرون خلف أمور، ويبتعدون عن أساسيات العيد، والتجمعات، والزيارات، وتبادل التهاني، ويكتفون برسالة يتيمة مشاعرها حروف باهتة وأحاسيسها إيماءات مصطنعة، ويجهزون البوست قبل ملابس العيد، وينشرون عكس ما يعملون.

والأعجب أن البعض حينما تجلس معه يتحدث وكأنه فقيه، وهو في الوقت نفسه، يجعل بيت والديه آخر القائمة في فرحة العيد، وقد يزورهما ثاني أيام العيد؛ لأن زيارة المسؤولين عنده أولى.

وقد تجد والديه يجهزان السفرة لأجله، وتنتهي السفرة بزيارة الجيران لهما وابنهما لم يحضر، لتظل دموعهما حبيسة قلوبهما.

ويرحل العيد، وتتجدد جروح الخذلان من أبنائهم وبناتهم، وتكون الأعذار جاهزة هي الدنيا ومشاغلها، وهم يجرون خلف الوهم، ويتركون أساساتهم ويتوهون بعيداً عن الفطرة، ويتضجرون من الديون والأمراض والمشاكل وكل هذا وهم.

نعم، إنه وهم، لأن الحضن الأساسي ضيعوه، وبمجرد زيارتهم لوالديهم سيجدون الدنيا، وسيجدون الحلول هناك تحت أقدامهم. 

نعم، فإن الجنة هناك، والراحة هناك، والدعاء هناك، والمحبة هناك، ولو تسألون الذين فقدوا آباءهم، سترون حالهم، إنهم يتمنون عودتهم ولو لثواني كي يبروهم.

 نعم، يقول أحدهم، أنا حينما تضيق بي الدنيا أزور قبر والداي، وأدعو لهما، وأتصدق وأشعر أنني أتجدد كي أستمر، فماذا لو كانوا أحياء.

 واختم مقالي بأبيات من قريحتي ...
"يجينا عيد وتروح أعياد وعيني على الأبواب تترقب..
أحاول أخفي الدمع لكن غصب عني تتسرب..
متى يحنوا عليّ الأحباب ترا قلبي بدا يتعب..
أبوصيكم لا تسكوا الباب أكيد بيوم يجي متعب". 

June 09, 2025 / 9:57 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.