ومع ازدياد ارتباطنا وتأثرنا الواسع، بمواقع وسائل التواصل الاجتماعي، ومتابعة ما يحدث من هنا وهناك، انعكس لدى البعض سلوكيات مختلفة ومتكررة، من المشاهدات المتعلقة بتفاصيل الحياة اليومية، والتعلق والالتصاق والتأثر بهما.
وأضحى البعض يقع فريسة مقارنة نفسه بالآخرين، التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياته الشخصية، وباتت الشغل الشاغل في كيفية الوصول لمستوياتهم، أو بالحصول على ما يملكون، وتقليص المسافات مع هؤلاء، حتى يكاد ليصبح هوساً ومرضاً عند البعض، في التفكير والتركيز على النواقص التي لديه، كي يمكنه من سد الفجوات والثغرات، للوصول لما وصلوا إليه.
وليس عيباً أن تقارن نفسك بالآخرين وليس منقصة، بل وتتحداهم وتتنافس معهم، حتى تتفوق عليهم، وهذا أمر طبيعي لطبيعتنا البشرية، لأولئك الذين يشحذون همتك، ويرفعون ويبهرون حماسك وكفاءتك، فيمّا يعود عليك بالفائدة المرجوة.
وتختلف الدوافع وتتعدد من شخص لآخر، لكن أن تصبح المقارنة ديدنك وعقيدتك، للتسابق في تغيير الحال، الذي قد يفقدك التركيز ويشتت أفكارك، ويصبح هو الشغل الشاغل لا سواه، يستنزف منك طاقتك، ويرهق ويسلب منك حياتك، بل تصبح المشكلة في كيفية التخلص والتوقف، من هوس التفكير والمقارنات بالآخرين، أو من الشعور بالنواقص.
وحينما نأتي لنقارن بالآخرين، فقد نظلم نفوسنا، أو تكون لدينا مشكلة في تقدير الذات، ودلالة على الشعور بالعجز والحرمان، وترى بأنك أقل من الآخرين، والأمر لا يقاس بتلك الطريقة، وهو غير صحيح.
فلكل شخص قدرات ومؤهلات ومميزات، منحها الله لغيرك لم يمنحها لك، ونعمّ قد مّنها لله للآخرين لم يسخرها لك، والأمر أن تجعل لنفسك سقفاً للطموح للوصول إليه، وأهدافاً تسعى لها دونما مقارنات وتكلفّ.