جار التحميل...

°C,

معاول للهدم

June 06, 2021 / 10:14 AM

هناك فارق شاسع، بين من يحمل في يده، معولاً للبناء وتعمير الأوطان، وأن يكون حجر بناء وسداً منيعاً، للدفاع عن وطنه، والذود عن مجتمعه بكافة الوسائل المتاحة، وأن يكون فاعلاً في إرسال الرسائل الإيجابية، وإنارة وتعبيد الطريق لغيره، وبين آخر يحمل على كتفه معولاً للهدم، ويسعى به للتدمير والإفساد، والعبث والتخريب مما من شأنه، المساهمة في إفساد القيم والأخلاق، بما يعكر به راحة وصفو وزعزعة المجتمعات.
وهذا هو الفارق الكبير، بين من يزرع شجرة، ليستظل بها غيره، وينعم بالأمان تحتها، وبين من يحمل فأساً في يده ليقطع بها هذه الشجرة، ويضر بذلك البيئة المحيطة بالأرض ومن عليها. 

وفي سبيل التشويق، وتصدر المشهد والعناوين، يخرج علينا بين الفينة والأخرى، من يسعى إلى الإثارة، ممن ظن في نفسه، أنه حاز الرضا والقبول، بما يقدم من رسائل ومحتوى، عن طريق أدوات ومواقع التواصل الاجتماعي، ويبعث عن قصد أو دون قصد، ما من شأنه أن يسيء له، وللمجتمع وللوطن الذي ينتمي له، سواء بفعل أو بتصرف أو حتى بكلمة، لا يلقي لها بالاً، قد تعصف به، وتشوه المنظر والمظهر العام.

 ذلك أن المجتمعات الفاضلة، قائمة على الإيمان بالمبادئ والسلوكيات الصحيحة، ومتى ما بدأ البعض في الخروج عن الجادة، وارتكاب السلوكيات الذي تعكر بها المزاج والذوق العام، والخوض فيما يعري تلك القيم والثوابت النبيلة، سيقف الجميع أمام هذه التصرفات دون شك، والذي لا يعد من الطباع البشرية السوية.

ونحن بني البشر، بين خيارين، إما أن نكون ممن يتصف، بالمواطنة الإيجابية " أداة بناء " والتي تعمل وتحمل، على عاتقها العمل والبناء، وأدوات لخير أسرنا والوطن والمجتمع، في الأفعال والأقوال والسلوك، نؤمن بالقيم والمبادئ السليمة، نبرزها ونحققها في الممارسات اليومية.

 أو ممن يخوض في الاتجاهات المثيرة " معول هدم " يسلكها وينادي بها، ليقع في هوةٍ سحيقة لا قرار ولا قاع فيها، يقوم بذلك بلا إدراك، ودون وعي في تشويه الوطن، ويساهم في دماره وبتر أوصاله وإفساده، وهم مَن ينبغي لنا اجتثاثهم، والتصدي لأفعالهم وأفكارهم، فنحن بأيدينا أن نعزز أدوارهم ونرفعهم، أو نقوض ما يقومون به، وإيقاف حدوده وبتره.
 
لا تبنى الأوطان بأمثال وأشكال هؤلاء، من الذين يركبون أمواج السفه والسذاجة، ويدعون الخبث والسفالة، ويتراقصون على تجاهل ثوابت وقيم ومبادئ الآخرين، وهؤلاء يتوجب علينا الوقوف أمامهم، والتصدي لما يروجون له، وينادون به.

 وإنما تبنى الأمم، بسواعد أبنائها الجادة والمحافظة على أسس قادتها وأوطانها، التي تضع الإيمان بواجب الدفاع عن وطنها أمانة، وتحقيق الفضيلة والأمنيات والأهداف الصحيحة نصب عينها.
 
June 06, 2021 / 10:14 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.