الإدارة في الشريعة أمانة قائمة على العدل والرحمة، يلزم صاحبها أن يتخلق بلطف الله في قوله تعالى: (اللّه لطيف بعباده)، (الشورى:19)، فيجعل من إدارته تيسيراً لشؤون الناس ورحمةً تسري بينهم، وفي الشارقة لا تعيش المدن بحدودها، بل تنبض الأرواح في تفاصيلها، وتتشابك الحكايات في طُرُقاتها، لتخبرك أنَّ المكان هنا ليس مجرد عمران، بل ذاكرة من نور ورؤية من حكمة.
هي الشارقة إذا نظرت إليها رأيت المستقبل مرسوماً بدقة، وإذا عشت بين أهلها لمست كيف تتحول الإدارة إلى رسالة، وكيف يصبح الحلم مشروعاً، وكيف يُترجِمُ القائد رؤيته إلى واقع يعيشه الجميع، هي روح نابضة بالإبداع، وحاضرة تجمع بين التاريخ العريق والرؤية المستقبلية، سِرُّ تميزها ليس في عمرانها وحده، بل في القيادة التي وضعت الإنسان محور التنمية، ورسمت الإدارة نهجاً حضارياً يجعل من كل مشروع رسالة، ومن كل مؤسسة قصة نجاح.
الإدارة في الشارقة ليست أوراقاً ولا هياكل جامدة، بل وعيٌ عميق يتجسد في طاقات قيادية مؤمنة بالرسالة، قادرة على تحويل الأفكار إلى واقع، والأهداف إلى إنجازات.
ومن هنا يتألق الصف الأول من القيادات، الذين يمثلون واجهة الرؤية ويصيغون السياسات، إلى جانب الصف الثاني من الكفاءات، الذين يحملون شعلة الاستمرارية، ويثبتون أن النجاح لا يقوم على فرد، بل على فريق متكامل، هذه الطاقات تعمل بتناغم عجيب، حيث يستمد الصف الثاني قوته من حكمة الصف الأول، ويمنح الصف الأول زخمه من إخلاص الصف الثاني، فتولد إدارة متوازنة، راسخة في قيمها، متطلعة إلى المستقبل، ويقف خلف كل ذلك قائد حكيم يرسم الملامح ويُوجه الخُطى، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جسّدَ أنَّ الإدارة رسالة خدمة ومسؤولية، حكمته في التوجيه، وحرصه على التفاصيل، وإيمانه العميق بأن بناء الإنسان هو جوهر التنمية، جعلت من الشارقة نموذجاً فريداً، تتداخل فيها الثقافة بالعلم، والفن بالمعرفة، والمستقبل بالحضارة.
لقد كانت توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، الحكيمة بمثابة البوصلة، التي يهتدي بها الصف الأول والثاني من القيادات، حتى يسير الجميع في خط واحد نحو غاية كبرى، هي صناعة أثر خالد في المجتمع.
وهكذا لا عجب أن نجد في كل مؤسسة من مؤسسات الشارقة روحاً إداريةً مستلهمة من فكر القائد، وطاقات تعمل بروح الفريق، لتتحول الإمارة إلى مختبر حيّ لفنون الإدارة الفعالة، فالمسؤولية هنا ليست وجاهة ولا مظاهر، بل التزام بخدمة المجتمع، وصناعة أثر يتجاوز اللحظة ليبقى علامة فارقة في مسيرة الأجيال القادمة.
وهنا، في حضرة الشارقة، ندرك أنّ الإدارة الناجحة تقوم على شراكة الصفوف وفريق العمل، وتوجيهات قيادتها.
ومن حكمة سلطانها، ووفاء قادتها، وإخلاص أبنائها، تولد كل يوم أسطورة جديدة تُسطَّر على صفحات المجد، لتبقى الشارقة أنشودة من ضياء، ورسالة خالدة تهمس للعالم: أنّ الإدارة إذا عانقت الرؤية الحكيمة غدت حياةً لا يخبو وَهَجُها، وروحاً لا يعتريها الفناء.