بثبوت رؤية الهلال في الـ 29 من شعبان، يحل علينا ضيف كريم خفيف لطيف بعبقه الطاهر وروحه الهادئة الساكنة، يحل علينا "رمضان" الذي يغمرنا بقدومه بالكثير من الرحمة في كل عام مستبشراً حاملاً بين طيات أيامه العظيمة الرزق والخير الوفير.
وبين الأجر والثواب أمنيات ودعوات يهفو إليها الصائمون القائمون عبر دروبه النيرة بالطاعة والعبادة والذكر والاستغفار يتقربون بها إلى ملك الملوك العزيز الغفار متضرعين إليه بالدعاء آناء الليل وأطراف النهار.
وفي لياليه المباركة تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، فتّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهنّم، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وصُفِّدَتِتِ الشَّيَاطِينُ، وينادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ".
وتلوح في الأفق تباشير الغفران والرضى والتقرب إلى الله ويبدأ المجتمع الإماراتي بالاستعداد لاستقبال شهر الخير والطاعات بالوداد والسلام والتسامح بين أفراده، كما تزينت شوارع المدن بالأنوار الرائعة احتفاء بقدومه.
وفي موسم الرحمات تتضاعف الحسنات وتقال العثرات وتجاب الدعوات وترفع الدرجات وتغفر السيئات فيتسابق الصالحون بالطاعات والعبادات ويعاهدون أنفسهم على الالتزام بها طيلة أيام الشهر الفضيل لينالوا الأجر والثواب بإذن الله.
فاللهم بلغنا رمضان كاملين مكتملين مجموعين متحابين لافاقدين ولا مفقودين، بنية خالصة وتوبة صادقة، فهي "أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ" سريعة الذهاب علينا اغتمامها بالصيام والصلاة والقيام وقراءة القرآن حتى لا نندم على تضييعها بعد فوات الأوان.
ففي ليالي رمضان شمروا السواعد ونصبوا الأقدام للعبادة والقيام فهو شهر أنزل فيه القرآن وهو شهر أوله مغفرة وأوسطه رحمه، وآخره عتقٌ من النيران فيا رب اعنا على صيامه وقيامه ولا تحرمنا أجره.