جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية

سالم بن عبد الرحمن القاسمي يفتتح معرض "مناظر ثقافية أندلسية"

15 أكتوبر 2025 / 2:46 PM
سالم بن عبد الرحمن القاسمي يفتتح معرض "مناظر ثقافية أندلسية"
download-img
دشن الشيخ الدكتور سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، الأربعاء، معرض "مناظر ثقافية أندلسية" والذي يُقام بتنظيم مشترك بين هيئة الشارقة للمتاحف ومؤسسة الثقافة الإسلامية في إسبانيا، خلال الفترة من 15 أكتوبر 2025 وحتى 12 أبريل 2026، وذلك في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية.
الشارقة 24 – محمد الحمادي:

افتتح الشيخ الدكتور سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، صباح اليوم الأربعاء، معرض "مناظر ثقافية أندلسية" والذي يُقام بتنظيم مشترك بين هيئة الشارقة للمتاحف ومؤسسة الثقافة الإسلامية في إسبانيا، خلال الفترة من 15 أكتوبر 2025 وحتى 12 أبريل 2026، وذلك في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية.
وتجول الشيخ الدكتور سالم بن عبد الرحمن القاسمي في أروقة المعرض الذي ينقسم إلى قسمين رئيسيين؛ الأول بعنوان "جنات النعيم"، ويستعرض دور الحدائق الأندلسية كفضاءات للتعايش والإبداع من خلال أربعة محاور تشمل الحديقة البستانية المنتجة، والحديقة العلمية بوصفها مختبراً حياً للمعرفة النباتية والتجارب الزراعية، والحديقة الروحية التي تعكس البعد التأملي والروحي، إضافة إلى الحديقة الشعرية التي شكلت مصدر إلهام أدبي وفني. أما القسم الثاني يحمل عنوان "البلد الطيب" ويركز على الأنظمة الإنتاجية المعقدة في الأندلس، ويسلط الضوء على تقنيات الري والزراعة البعلية، والحرف اليدوية والصناعات التقليدية، إلى جانب الأسواق وشبكات التبادل التجاري، والصناعات بما يجسد التفاعل العميق بين الإنسان وبيئته.

وتعرف رئيس مكتب سمو الحاكم على المعرض الذي يضم أكثر من 60 قطعة فنية وتاريخية، من بينها مجموعة من المقتنيات التي تُعرض للمرة الأولى في إمارة الشارقة، تُبرز الإرث الزراعي والحضاري للأندلس في مشهدٍ حي يمزج بين جماليات الطبيعة وعمق التجربة الإنسانية، مطلعاً على ما يحويه المعرض من نافذة ثقافية ومعرفية تُثري الزائر وتفتح أمامه آفاقاً جديدة لاكتشاف أثر الأندلس في ذاكرة الحضارة.
واستمع الشيخ الدكتور سالم بن عبد الرحمن القاسمي إلى شرح حول أبرز ما يقدمه المعرض لزواره الذي يأخذهم إلى قلب الأندلس في رحلة غنية بالصور والدلالات الفكرية منذ القرن الثامن الميلادي، حيث أضحت الحضارة الإسلامية علامة فارقة أعادت رسم ملامح المشهد الطبيعي لشبه الجزيرة الإيبيرية، في تمازج بديع بين المعارف الشرقية والتقاليد المحلية، اذ ازدهرت روح الابتكار العلمي، فانبثق عنها نظام متكامل للزراعة والري والحِرف والعمارة، ما جعل من الأندلس نموذجاً حضارياً متفرّداً جمع بين جماليات البيئة وإشراقات الثقافة.

من جانبه، وجه اميليو بين جودوس سفير مملكة إسبانيا لدى الدولة الشكر والتقدير لإمارة الشارقة على دعمها الكبير للثقافة والمعرفة والمحافظة على التراث واستعراضها للتاريخ والحضارات، مثمناً التعاون المستمر بين الشارقة ومملكة إسبانيا في مختلف المجالات والذي يمتد لسنين طويلة، معبراً عن سعادته لاستضافة المعرض الذي يُعد الأول من نوعه، متمنياً التوفيق واستمرار هذا النوع من التعاون الذي يثري المهتمين في الجانب الثقافي.

وتسلم الشيخ الدكتور سالم بن عبد الرحمن القاسمي مجموعة من إصدارات مؤسسة الثقافة الإسلامية في إسبانيا، تقديراً لتشريفه وافتتاحه المعرض الذي يقام للمرة الأولى في إمارة الشارقة، ويُعد التعاون الأول بين هيئة الشارقة للمتاحف ومؤسسة الثقافة الإسلامية الإسبانية.

ويعد المعرض الأول من نوعه في مقاربته الشاملة للمناظر الثقافية الأندلسية، وتوحيده بين السرد التاريخي التقليدي والرؤى البحثية المعاصرة لفهم طبيعة البيئات الحضرية والريفية آنذاك، ويكشف المعرض القيمة الإنسانية الخالدة لتلك التجربة التي ما زالت تُلهم حاضرنا وتستشرف آفاق المستقبل، كما يؤكد المعرض على أن الأندلس لم تكن مجرد حيز جغرافي للتعايش، بل فضاء حي للإبداع وملتقى للحضارات ترك بصمة راسخة في سجل التاريخ الإنساني.
ويقدم المعرض نموذجاً متكاملاً لعلاقة مستدامة بين الثقافة والطبيعة، مظهراً رؤى قيّمة تسهم في مواجهة التحديات البيئية والمناخية المعاصرة من خلال استلهام الحكمة التاريخية. كما يعكس المعرض قيمة الإرث الأندلسي بوصفه جسراً حضارياً ربط بين الشرق الإسلامي وثقافات البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، وأسهم في تشكيل العلوم والثقافة الغربية.

ويستضيف المعرض عدداً من البرامج والفعاليات الثقافية والعلمية، أبرزها جلسة حوارية بعنوان "رحلة عبر تراث الأندلس: المعرفة والتبادل الثقافي"، يشارك فيها نخبة من الأكاديميين والباحثين من إسبانيا والإمارات ارث الأندلس الغني، وأثر الحضارة الإسلامية في تشكيل الملامح الثقافية والطبيعية لشبه الجزيرة الأيبيرية، وتُعقَب الجلسة جولة تعريفية في أروقة المعرض للوقوف على البعد البيئي والثقافي العميق للحضارة الأندلسية، وارثها الحضاري المستدامٍ الذي يواصل تأثيره حتى يومنا هذا.

حضر الافتتاح كل من: اميليو بين جودوس سفير مملكة إسبانيا لدى الدولة، وسعادة أسماء راشد بن طليعة أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، وسعادة عائشة راشد ديماس مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، وعدد من كبار المسؤولين والدبلوماسيين.
 
October 15, 2025 / 2:46 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.