جر يا قلم وتحدث عن الألم، جر يا قلم وأحكي حكاية ذاك السجين، الذي يقبع خلف قضبان السجّانين من بعض الموظفين المحيطين بذاك المدير، الذي سلم نفسه لهم طوعاً، المدير الذي يفكر بالبقاء وليس بالتطوير والتحفيز وتحقيق العدل بين موظفي المؤسسة التي يقودها.
المدير الذي يسمع من أشخاص معينين فقط، وهم المصدقين مهما صار المدير الذي يصر على الخطأ رغم أنه يعلم أن قراره خطأ كي لا تهتز شخصيته.
المدير المسلوب الإرادة الذي يوعد وينفذ عكس وعوده، المدير الذي يميل ويدعي الاتزان، المدير الذي يوقع على ورقة بعد تصديق السجانين الذين يحيطون به ظناً منه أنهم هم فقط الموثوقين، المدير الذي يقول إن بابي مفتوح لكن الواقع أن باب التعليمات مغلق للوصول إليه.
نعم المدير السجين، الذي يقضي مدته وكأنه معاقب، وعقوبته تنعكس على مؤسسته بالبرود، وعدم الشعور بالإنصاف، والتجديد، من حيث التدريب والتحفيز والعدل والمساواة.
هنا يحكي لي أحد الموظفين حكايته، ويتحدث عن سلمه الوظيفي وتأخير وصوله للدرجة الطبيعية لعدد السنين، حيث يقول: "عجزت أن أصل لسبب تأخر ترقياتي، وبعد تقاعد مديري، الذي أعتبره مثلي الأعلى واحترمه ويحترمني، ولقد أمضيت 20 عاماً من العمل، تفاجأت أنه هو سبب ذلك التأخير.
كانت صدمة له، حينما قرر ذلك الموظف زيارة مديره في منزله بعد تقاعده وسؤاله عن السبب، فأجابه: "أنا كنت أرفق أسماء معينة لكشف الترقيات ومقيد بعدد من الموظفين وأخرتك كثيراً لأني أعلم أنك لا تسأل تعمل بلا ملل ولا مطالب، والبعض الآخر يطالب ويلح وهم المحيطين بي، لدرجة أني منحت بعضهم استثناءات وحوافز وعلاوات، واليوم لا أحد يسأل عني منهم وأنا كنت سجين تصرفاتهم وقيودهم.
نعم هذه هي صورة من الكثير من السجناء رغم أنهم أحرار لو أرادوا.