ودّعت دولة الإمارات العربية المتحدة؛ الأربعاء الماضي، أحد خيرة رجالاتها، وكبار شيوخها، الذي تفوح سيرته دائماً بالطيب، ويحبه الجميع دون استثناء.
إنه سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي ستبقى سيرته حاضرة بين كل أبناء شعب الإمارات الاصيل، الذي ودّع فقيد الأمة بالدموع والدعاء، ولن ينساه يوماً، فالشعب الإماراتي لا ينسى الرجال يوماً، فما بالكم بأحد خيرة أبناء الدولة، وحكماء شيوخها.
فلن نقابل شخص تعامل مع الفقيد إلا ويمتدح رجاحة عقله، وصبره وحكمته، وقلبه الطيب، ولما لا، فالشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، "رحمة الله"، من شيوخ عائلة آل مكتوم الكرام، ذو النبل والخلق الحسن الذي يشهد له الجميع.
فهو الابن الثاني للشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وأخ شقيق للشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، وأخ شقيق للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، "رعاه الله"، وهو أيضاً أخ شقيق للشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، وقبل كل ذلك هو أخ غالي لكل أبناء الإمارات.
ولد الفقيد في دبي، ودرس الابتدائية في المدرسة الأحمدية، والثانوية في ثانوية دبي، ثم انتقل إلى المملكة المتحدة لدراسة اللغة الإنجليزية وعلوم البلديات في جامعة كامبريدج، كما حصل في عام 2006 على 3 شهادات فخرية من الكلية الملكية البريطانية، ليكون أول شخصية عالمية تحقق هذا الإنجاز.
حيث مُنح شهادة الزمالة الفخرية للكلية الملكية البريطانية للأمراض الباطنية بلندن وبإدنبرة، وشهادة الزمالة الفخرية للكلية الملكية البريطانية للأمراض الباطنية والجراحة بغلاسكو.
وشغل الفقيد رحمه الله؛ منصب رئيس بلدية دبي في منتصف الستينات، واستمر في هذا المنصب حتى بعد تكليفه بمنصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية والاقتصاد والتجارة والصناعة، في أول حكومة اتحادية برئاسة شقيقه الشيخ مكتوم بن راشد، عقب إعلان الاتحاد في 2 ديسمبر 1971، كما شغل منصب وزير المالية منذ التشكيل الأول لمجلس الوزراء في 9 ديسمبر 1971، بعد أسبوع من إعلان الاتحاد، حتى وفاته في 24 مارس 2021.
وترأس أيضاً العديد من الهيئات والمؤسسات الحكومية منها: بلدية دبـي، وهيئة آل مكتوم الخيرية، ومركز دبي التجاري العالمي، وشركة الإمارات الوطنية للبترول، وشركة دبي للغاز الطبيعي، وشركة دبي للألمنيوم، وشركة الإمارات الوطنية للمنتجات النفطية، ومركز تجهيز حقول النفط.
ولحب الفقيد الشديد للعلم والعلماء، واهتمامه دائماً بدفع العلماء بمقدمة صفوف الوطن، جاءت أشهر مبادرات الفقيد ممثلة في جائزة الشيخ حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز، وجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية.
أخيراً وليس آخراً.. ستبقى سيرة الفقيدة العطرة على لسان كل أبناء الإمارات، فرحمة الله على الشيخ، وخالص عزائنا لكل أبناء عائلة آل مكتوم الكرام، ولكل أبناء الشعب الإماراتي.