تعمل مؤسسة الشارقة للفنون جنباً إلى جنب مع مؤسسات ودوائر حكومة الشارقة الثقافية الأخرى في ترجمة رؤى حاكمها المثقف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لتجعلها واقعاً ملموساً.
وما هو إطناب ولا غلو ولا إغراق ولا تجسيم إذا أعددنا المؤسسة اليوم كياناً أكاديمياً رصيناً، فقد باتت لا تكتفي بإقامة المعارض وورش العمل الفنية، ولا حتى المهرجانات الدولية، وذهبت إلى أبعد من ذلك في تقديم الدورات التي ترقى لمستوى الدبلومات التخصصية في مختلف مجالات الفنون ولمختلف المراحل العمرية.
كما تقدم الدراسات النقدية والأدبية والعلمية من خلال إصدارات قام بصناعة محتواها مختصون وأكاديميون.
وأحدث تلك الإصدارات جاءت بجهود رئيس مؤسسة الشارقة للفنون الشيخة حور بنت سلطان القاسمي تحت عنوان (حسن شريف: أنا فنان العمل الواحد)، والذي يتناول بطابع بحثي معمق ممارسات وتجليات واختصاصات الفنان الإماراتي العالمي حسن شريف، كما أنه يوثق لأعمال شريف الفنية وكتاباته الصحافية، ويستعرض آراء المعاصرين للفنان حول إنتاجه الفكري والفني.
ولن أخوض كثيراً في تفاصيل الكتاب لغزارة محتواه، الذي لا يخلو من التشويق والمعرفة، وأود أن أبيّن بأن الكتاب إضافة مهمة للمكتبات العربية، كونه يتناول شخصية فنية عبقرية، أحدثت نقلة نوعية في عالم الفنون، والمكتبات العالمية كونه يتناول الفن وتاريخه في منطقة مهمة من هذا العالم.
وتعظم أهمية الكتاب - بالنسبة لي على أقل تقدير - كونه يوثق لمسيرة أحد أعلام دولة الإمارات العربية في مجال الفنون البصرية، فكم نحن بحاجة لتوثيق إبداعات وعطاءات أعلامنا الإماراتيين، فإن لم نبادر نحن بذلك لن يأتي من يهتم بنا أو بأعلامنا ومبدعينا.
وكلمة أخيرة كلي أمل بأن يترجم هذا السفر الفني الفكري الثقافي، الذي كتب باللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية في أسرع وقت ممكن، حتى يصبح متاحاً لأكبر شريحة ممكنة، وحتى تستفيد المكتبة العربية منه وبشكل أوسع.