تزامناً مع وصول فعاليات أيام الشارقة التراثية لمدينة خورفكان، وجدت نفسي أكتب هنا لأوثق مشاعرنا نحن أبناء هذا الجيل من خورفكان، من أبناء السبعينيات والثمانينيات، الذين شهدوا نهضة إمارة الشارقة ومدينتهم خورفكان تحديداً منذ قيام الاتحاد.
فنحن بالنهاية راحلون وسيبقى الوطن، وستبقى هذه المشاريع الجميلة، التي شيدها والدنا "سلطان القلوب" في خورفكان لتراها الأجيال القادمة من أبنائنا.
أتحدث هنا عن أبرز فترة زمنية انتقالية تغيرت فيها ملامح مدينة خورفكان، حيث تم صقل الطبيعة، وتسخير الجبال في خدمة الإنسان.
فأنا أحدثكم هنا من حديقة منزلي وعيني على إضاءات الآليات والمعدات التي تعمل فوق أعلى قمة جبلية في خورفكان، لتنشئ استراحة السحب الجميلة، بأوامر سيدي صاحب السمو حاكم الشارقة، والتي نستطيع أن نراها من أي نقطة في المدينة.
لم نتخيل يوماً ونحن صبية نلعب عند الجبال بالقرب من منطقة المديفي مقابل النادي، ونحن نتحدى بعضنا البعض بالوصول إلى القمة، التي نفشل دائماً في الوصول إليها،إلى أن يأتي اليوم ويتحقق حلمنا.
لنستكشف هذه القمة الجبلية، ويمنحنا صاحب السمو حاكم الشارقة فرصة الاستمتاع بطبيعتها، وهو يسخر قمم هذه الجبال الصماء العملاقة التي تقع على ارتفاع 580 متر اً، لتكون استراحة يصل إليها طريق جميل معبد يضم استراحات على الطريق غير استراحة السحب الرئيسية.
ولا يسعني أن أعدد جميع هذه المشاريع لأن الأسطر لا تكفيها، بل أشير إلى أهمها فمن يتخيل يوماً أن تكون بحيرة سد واديشي الصغيرة، التي نصلها بشق الأنفس بطريق جبلي رغم قربها إلى استراحة جميلة أصحبت مقصداً لكل الزوار، وهي مجرد نقطة في بحر أهمية الطريق التي تقع عليه طريق الشارقة- خورفكان.
وهذه رسالة أوجهها للأجيال القادمة عن وقائع نعيشها اليوم، وهي ليست إلى النسيان، بل إلى التوثيق والشكر والامتنان، لوالدنا "سلطان القلوب" لأننا لم نكن نتخيل يوماً أن هذه السلسلة العملاقة من الجبال السمراء، التي تحيط بخورفكان، الممتدة لغاية منطقة دفتا، ستُخترق يوماً بأنفاق يعلوها جبال شاهقة لتحرر خورفكان من "الفكين" اللذين عرفت بهما وسميت نسبه لهما "كما قيل"، وقد كانا المخرجين الوحيدين للمدينة.
For an optimal experience, please
