جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

"جيران النبي".. وقفٌ مستدام في الدنيا والآخرة

18 سبتمبر 2025 / 8:17 AM
 "جيران النبي".. وقفٌ مستدام في الدنيا والآخرة
download-img
في زمن تتعالى فيه نداءات الإنسانية ويبحث الناس عن جسورٍ للخير والتراحم، أطلقت إمارة الشارقة مبادرة "وقف جيران النبي" عليه أفضل الصلاة والسلام، لتجعل من العمل الخيري قيمة حيّة، ومن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، مصدر إلهام يجمع القلوب على المحبة والبذل.
إنَّ هذه المبادرة ليست مجرد مشروع وقفي، بل هي رسالة اجتماعية وقيمة دينية تُذكِّر الناس بأن التكافل والجيرة والرحمة كانت من أعظم أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام، وأننا مدعوون لإحياء تلك القيم في واقعنا المعاصر.

وتقوم المبادرة على تأسيس وقف خيري يحمل اسم "جيران النبي"، ليكون ريعه مخصصاً لدعم الفئات الأكثر حاجة، وتعزيز أواصر التكافل في المجتمع، إنها تسمية بليغة، توحي بالقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم روحاً وسلوكاً، وتجعل من الوقف وسيلة عملية للتقرب إلى الله تعالى عبر خدمة هذه الفئات من الناس، كيف لا وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على قرب كافل اليتيم في الجنة منه عليه الصلاة والسلام.

 ففي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرَّج بينهما شيئاً".

ويحمل وقف "جيران النبي" في جوهره دعوة صريحة إلى إحياء معنى التكافل وكفالة الأيتام، تلك المعاني التي كانت ركيزة في المجتمع، كما أنها تعزز قيم التضامن، حيث يصبح كل فرد شريكاً في إسعاد الآخرين، لتغرس ثقافة العطاء المستدام من خلال تحويل العمل الخيري من مبادرات مؤقتة إلى موارد دائمة في الدنيا والآخرة.

إنّ هذه المبادرة تجعل من كل واقف في هذا المشروع المبارك شريكاً في بناءِ مجتمعٍ أكثر ترابطاً ورحمة، في زمن تشتد فيه الحاجة إلى التماسك، والاسم لهذه المبادرة بحد ذاته، وقف "جيران النبي"، يلقي في القلب أثراً خاصاً وأن تكون "جاراً للنبي" معنىً عميق من الروحانية ، فالقرب من النبي لا يكون بالمكان فقط، بل بالقرب من أخلاقه عليه الصلاة والسلام،  فبالرحمة نكون جيرانه ، وبالعطاء نكون جيرانه ، وبالإيثار نكون جيرانه وبالتكافل نكون جيرانه.

 وإن هذا الوقف يفتح للناس باباً لتجسيد هذه القيم، فيشعر كل واقف أن عمله صدقة جارية تقرّبه من ذلك المقام الشريف.

وإمارة الشارقة، بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لطالما كانت سبّاقة في ربط الثقافة بالدين، والتنمية بالروحانية، وها هي اليوم تقدم وقف "جيران النبي" لتؤكد أن التنمية لا تكون في الحجر وحده، بل في الروح والقيم التي تبني إنساناً جديداً مؤمناً بالخير.

وبهذا المعنى، يتحول الوقف من مجرد عمل خيري محدود الأثر، إلى مورد مستدام يفيض بالخير جيلاً بعد جيل، ويغرس في النفوس شعور الشراكة والمسؤولية تجاه المجتمع.
September 18, 2025 / 8:17 AM

الكلمات المفتاحية

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.