جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

من هو المعلم؟

22 سبتمبر 2025 / 9:59 AM
 من هو المعلم؟
download-img
كم مرة مررت بقصة معلم أو معلمة تمرض أو تواجه ظرفاً صعباً في حياتها، ونسمع بالقصة ونحكم سريعاً بحكم قد يكون قاسياً للأسف، ولا نجد لهم الأعذار، إذ أن كثيراً من الناس يرون المعلم وكأنه آلة لنقل العلم، ولا يتذكرون أنه إنسان له قلب وروح وعائلة، وأحياناً تثقل عليه ضغوط الحياة بكل أشكالها الصحية والاجتماعية والمادية.
وعندما تغيب المعلمة أو المعلم لا يعني ذلك تقصيراً أو ضعفاً في المسؤولية، بل قد يكون نداءً صامتاً من جسد منهك أو روح حزينة.

فالمرض أو الأزمة لا تختار وقتاً، ولا ترعى حجم الأعباء التي يحملها المعلم في صدره، وفي ذلك الغياب قد يكون المعلم يحارب من أجل صحته، أو من أجل أسرته أو حتى من أجل الحفاظ على توازنه النفسي.

ومع ذلك كثير من أولياء الأمور يصدرون أحكاماً جارحة وكأن المعلم آلة لا تشعر ولا تتألم ولا معرفة لديهم بكمية الجهد، الذي يبذله لينقل العلم ويصنع الأجيال، فهذا الظلم لا يجرح المعلم فقط بل يؤثر سلباً على علاقته بالمجتمع ويقلل من القيمة الحقيقية لمهنة التعليم التي هي عماد أي نهضة أو مستقبل.

فدعونا نذكر أن المعلم هو منير الدروب لفلذات أكبادنا، وسيّد صبر لا ينضب وأكثر الناس عطاءً رغم كل ما يحيط به من ضغوط، وإن دعمنا له وتفهمنا له واحتضاننا له في أوقات الضعف كل ذلك يحفزه ليكون الأفضل لأطفالنا.

وعلينا أن نكون شركاء في رحلة التعليم لا منتقدين جائرين، فلنتوقف عن إطلاق الأحكام السلبية قبل أن نعرف ما وراء الغياب، ولنمد يد العون والدعم بدل اللوم والتقريع.

وفي النهاية، لا ننسى أن المعلم يستحق منا تواصل وتفهم واحترام دائم ومحبة حقيقية لأن بث العلم لا يكون إلاّ من قلب ينبض بالإلهام رغم كل الثقل.
September 22, 2025 / 9:59 AM

الكلمات المفتاحية

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.