لحظة خالدة..

حلّ الصمت المهيب على المكان ليس صمتًا عاديًا بل صمتًا مليئًا بالرهبة والتوقير، اجتمعنا من الجد إلى الحفيد وآذاننا صاغية وقلوبنا مفتوحة وانطلقنا جميعًا في رحلة وجدانية مؤثرة مع سموها في حوار نادر لامس شغاف القلوب وأطلق العنان لأعمق المشاعر.

كانت كلماتها كالندى على أرواحنا العطشى للتوجيه الرشيد، وفي تلك اللحظات أدركت أن عبق رسالتك وأمومتك الفاضلة قد وصل إلينا، بل وتغلغل في صميم كل واحد منا.

كنت أسمع وأنا أتأمل وجوه أسرتي كل منهم يهمس بفضلٍ ناله ببركتكم: ابني يقول: "أنا كنت في مركز الطفل!"، وابنتي تفتخر: "أنا لاعبة مميزة في نادي رياضة المرأة"، وابني الآخر يقول: "أنا عضو في مجلس شورى الشباب!"، بينما ينظر والداي وهما ممتلكان بالفخر والوفاء ويقولان: "تكون تبرعاتنا منذ سنوات هي عبر مؤسسة 'القلب الكبير'".

الزوجة ابتسمت ابتسامة عرفان لأن اهتماماتكم هي أساس اهتماماتنا، والزوج أخذ بوصاياكم السامية ليضعها نصب عينيه، كانت سموكم تتحدثينَ، وكأن أياديكم الكريمة تشير إلى كل فرد منا، تلمسه وتوجهه بلطف أم وحكمة قائد، في تلك اللحظة أيقنا جميعًا: كيف لا يستقيم مجتمعٌ وهناك قيادة حكيمة مثل قيادتكم تفكر بعمق في نواة المجتمع في الأسرة وتفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة؟ كيف لا يزدهر الوطن وجواهر الخير والإنسانية سموكم، تشكرون "سلطان القلوب" ليرسم معكم هذا النموذج الاستثنائي للأسرة المترابطة التي نحلم بها جميعًا في وطننا العربي أسرة التربية والثقافة.. أسرة الإنسانية والفضيلة.

نحن محظوظون بكم إلى أبعد الحدود، وليس لنا إلا أن نقول: اطمئنوا يا سموكم فإن زرعكم الطيب قد أثمر وثماره يانعة طيبة نراها في شبابنا وأطفالنا… وإن أجركم على هذا العطاء المتدفق لا يعلم قدره إلا الله وهو عند الله كبير ومضاعف…أطال الله في عمركم وحفظكم ذخرًا لنا ولوطننا ومدّ في صحتكم وعافيتكم لتستمروا في هذا العطاء الذي لا ينقطع.