جار التحميل...

°C,

عام مضى

December 28, 2020 / 8:57 AM
عام مضى وانقضى، بكل الأحداث العصيبة، التي أقامت الدنيا ولم تقعدها حتى الآن، وربما قد يكون من أصعب السنوات، التي مرت على البشرية في العصر الحديث، ومرحلة لم نعتادها شلت معها الحياة، أو تكاد تكون أختفت، وتوقفت الكثير من النشاطات والتجمعات، في كل المعمورة، وأتخذت العديد من الإجراءات والأساليب، التي لم نتوقعها أبداً.
حيث أغلقت الدول أبوابها، وعلقت حركة الطيران والملاحة البحرية والبرية، وتوقفت المدارس والأعمال والوظائف، وغيرت هذه الجائحة، خريطة العالم بكافة تفاصيلها، إذ كان من أكثر الأوبئة فتكاً، على مر التاريخ، وأزمات عديدة طرأت، وتداعيات اقتصادية وحياتية متشابكة مختلفة حدثت.

وقد لا يكون من أجمل السنوات، التي مرت علينا في هذا العصر، بأيامه ولياليه وساعاته ودقائقه وثوانيه، من الخسائر البشرية، وعداد الوفيات الذي لم يتوقف حتى اللحظة، والتبعات والتداعيات الخطيرة، من الكساد الاقتصادي، والشلل التام، ومن التباعد الإجتماعي، والحياة المشوبه بالقلق والتوتر والخوف والترقب، ومواجهة مجهول، لا نعرف مداه ولا متى سينتهي، لا مخالطة ولا مصافحة ولا لقاءات عائلية.

وفرض هذا الوباء كلمته، على حياتنا اليومية، فلا لقاء حتى مع مَن رحل، واقع فرض العمل عن بعد، والتعليم عبر دروس البريد الإلكتروني، وتخوف من أن يحرم الملايين من الأطفال من حق التعلم، وانعكاسات كبيرة وكثيرة، وكان لابد من الدول من تقديم التضحيات، حفاظاً على حياتنا وصحتنا وصحة الآخرين.
 
مع عودة الحياة ببارقة الأمل، وأنفراجه متوقعة بايجاد اللقاحات، وبداية التطعيمات، لعودة طبيعية ومتوقعة قريبة، لما كنّا عليه قبل الجائحة، ولكن هل غير هذا الخطب الجلل، مع ما حدث لانتشار الفيروس، نظرتنا إلى الحياة وتعاطيها، وإلى طرق التعامل، وفلسفتنا مع المتغيرات التي طرأت، غير المألوفة وانعكاساتها، على المستوى الشخصي والمجتمعي؟ وهل جعلنا نعيد من قراءة السطور والحسابات؟ أم ستكون عودتنا طبيعية وكأن شيئ لم يكن، وهل سنتجيب للمتغيرات، ونحافظ على السلامة الشخصية والجسدية؟ أم سنكون فريسة رعب الأمراض والفيروسات، وهل نتوقع صعوبة في التعامل مع هذه المستجدات؟

إن تصحيح المفاهيم، وتغيرات العادات، والالتزام بالضوابط الجديدة التي قد تفرض، تجعلنا أمام تحديات مستقبلية، ستغير شكل الحياة من حولنا، والحرص على وضع استراتيجيات جديدة، من الأمن والوقاية، في كافة القطاعات، وعلى جميع المستويات، وكل عام وأنتم بصحة وعافية وآمان.
 

December 28, 2020 / 8:57 AM

مواضيع ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.