جار التحميل...

°C,

ووهان

December 27, 2020 / 8:51 AM
مرسم جميل يشهد زواره بإبداع لرسامه صاحب الريشة السحرية وكان يدعى ووهان، في أحد الأيام كان ووهان يتمم إحدى أجمل لوحاته وبينما كان منهمكاً في الرسم إذ به يكتشف بقعة غريبة في إحدى زوايا اللوحة فظن أنها مجرد بقعة سيزيلها بعد انتهاء اللوحة لأنها أساساً في زاوية بعيدة عن حدود رسمته.
ولكن بعد مرور، وقت قليل لاحظ ووهان بأن البقعة بدأت بالتوسع والامتداد مما أثار خوفه بأن تفسد عمله وتعب شهور من الجهد والعمل فبدأ في محاولات عدة لأزالتها والحد من انتشارها لكن وبالرغم من كل المحاولات ونجاحه أحياناً وإخفاقه في أخرى إلا أنه. وبعد حين اكتشف أن كل ذلك سرق من وقته وأوقف عقارب إنجازاته وأن خسائر نفسية ومادية لحقت به من جراء شيء لا يعلم ماهيته.

وقبل عام كنا نتفرج على مقاطع فيديو وأخبار تتداول أن هناك مرض غريب بدأ يظهر في الصين، وكانت تصلنا الصور ومقاطع عن كيفية سقوط الناس بالشوارع بشكل مخيف ولبس المسعفين الغريب، وكما جرت العادة نتداولها ونعلق عليها شفتوا ووهان فيها مرض يشبه أنفلونزا الخنازير ونظن أننا بعيدين جداً.

وما هي إلا مجرد مقاطع وأخبار متغيرة وهي بالصين فقط، لكن بين لحظة وأخرى بدأت حالة إصابة هنا وهناك وبدأت دائرة العدوى وانتشار الإصابات تتسع شيئاً فشيئاً إلى أن حكم العالم فالفيروس لا يرى اسمه كورونا وأُصدرت قرارات الإغلاق وقوانين التباعد والنظافة المستمرة وأوامر الحجر وتطبيق الاحترازات وتحكم بالاقتصاد بل تدخل بنتائج الانتخابات وإلغاء صفقات وإفلاس شركات وتغيير مسارات وأهداف وسلوكيات الشعوب.

ومرض من مرض ومات من مات وشفي من شفي وأصبحنا لا نسمع غير كورونا فقط، والأمراض الأخرى مجرد مرض شخصي لكن كورونا استعمر الأرض من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب رغم التهاب الأرض بالاختلافات والحروب لكن اتفق الجميع على القضاء عليه مهما كان الثمن.

وها هو عام مضى وبالفعل لازال كورونا يسيطر رغم الجهود العلمية والطبية من أدوية وعقاقير ولقاحات نعم عام تقهقر فيه كل شيء، إذ أصبحت النفسيات تقلق دون علة وتشك دون سبب والمناسبات عن بعد والتعازي بالهواتف والسلبي مطلوب والايجابي مكروه ومعزول واختلطت المفاهيم.

وجاءنا اليوم نبأ عاجل بأن فيروس كورونا تحور وأصبح انتشاره أسرع، وسارعت بعض الدول بالإغلاق تلقائياً لاحتوائه، وحتى يسيطروا عليه.

نعم أحبتي في عام واحد فقط كورونا أعاد صياغتنا نتمنى تحوره أن يكون مجرد حلاوة روح، كي يغادرنا، فقد توقف التوقيت مدة عام، ولكي يستفيق العالم يحتاج لأعوام.

أحببت أحبتي أن استحضر الصورة الذهنية لأقول إن العالم صغير جداً جداً وسهل اختراقه ربي يحفظنا ويرحمنا ويشفي مرضانا ويرحم موتانا.

December 27, 2020 / 8:51 AM

مواضيع ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.