جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

الطبع والتطبع.. رحلة الاكتشاف بين ما ولدنا به وما تعلمناه

17 نوفمبر 2025 / 9:21 AM
الطبع والتطبع.. رحلة الاكتشاف بين ما ولدنا به وما تعلمناه
download-img
هل تساءلت يوماً: لماذا نتصرف بالطريقة التي نتصرف بها؟ هل هي شخصيتنا "الأصلية" أم أننا أصبحنا نتقمص أدواراً تعلمناها مع الوقت؟ هذا هو بالضبط الفرق المهم بين "الطبع" و"التطبع".
فما هو الفرق بينهما؟ الطبع هو شخصيتك الأصلية هو البصمة التي ولدت بها مثل البذرة التي تحمل داخلها مواصفات النبتة المستقبلية.

أما التطبع فهو الشخصية التي اكتسبتها مثل النبتة التي تأثرت بالتربة والماء والهواء المحيط بها.

قصة سارة التي ستلمس القلب


دعني أروي لك قصة "سارة"، تلك الفتاة التي كانت بطبعها في الأساس خجولة وحساسة منذ طفولتها، إذ كانت تُفضل الجلوس في زاوية المكتبة على اللعب مع الأطفال الآخرين.. وكانت دموعها تنساب بسهولة عند مشاهدتها لفيلم حزين، وكان قلبها الرهيف يجعلها تتألم لألم الآخرين، هذا كان طبعها الأصلي.

لكن الحياة كانت تنتظرها بتحديات كبيرة.. عندما توفيت والدتها الحبيبة، وجدت سارة نفسها مسؤولة عن شقيقها الصغير "يوسف "وكان يوسف يحتاج إلى دعم نفسي كبير وكان ينظر إليها بعينين تفيضان بالألم والحاجة.

هنا بدأت رحلة التطبع.

كان على سارة أن تتعلم أن تكون قوية أن تمسك دموعها أمام يوسف، وأن تتحدث بصوت واثق عندما تخاف من الداخل، وأن تظهر البسمة وهي تحمل قلباً مكسوراً، ولكن تدريجياً أصبحت هذه الشخصية الجديدة جزءاً منها.

 وذات ليلة وبعد عام من رحيل والدتها جاءها يوسف يبكي وهو يقول: "أشتاق إلى أمي، احتضنته سارة بقوة وقالت بصوت هادئ وواثق: ""أنا هنا معك وسأكون دائماً بجانبك"..، في تلك اللحظة أدركت أنها لم تعد تخاف لم تعد ذلك الشخص الخجول، الذي كان يخشى المواقف الصعبة.

ماذا نتعلم من قصة سارة؟

الطبع هو حساسيتها وخجلها الفطري

والتطبع هو قوتها وثقتها المكتسبة، والأجمل في القصة أن سارة لم تفقد طبعها الأصلي، فما زالت تحب القراءة وما زالت تتأثر بسهولة، لكنها اكتسبت شخصية إضافية ساعدتها على مواجهة الحياة.

دروس مهمة نتعلمها:

١. لا يوجد طبع أفضل من آخر: فالخجل ليس عيباً والحساسية ليست ضعفاً

٢. التطبع ضرورة للحياة: مثلما نرتدي ملابس مختلفة حسب الفصول نحتاج لشخصيات مختلفة حسب ظروف الحياة

٣. لا تفقد أصالتك: كما حافظت سارة على قلبها الحساس رغم قوتها الجديدة

*الخلاصة:*

كلنا مثل سارة نملك:
· بصمة فريدة ولدنا بها (الطبع)
· قدرة مذهلة على التكيف (التطبع)

لا تخف من طبعك الأصلي، ولا تتردد في تطوير نفسك، فالحياة رحلة اكتشاف مستم،ر فيها نتعلم أن نكون أقوى دون أن نفقد إنسانيتنا وأكثر مرونة دون أن نفقد أصالتنا.

فكما قال الحكماء: "المرء ابن بيئته" لكنه يظل محتفظاً بتلك الشرارة الفريدة التي تميزه عن سائر المخلوقات.
November 17, 2025 / 9:21 AM

الكلمات المفتاحية

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.