تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأكثر شيوعاً للوفاة على مستوى العالم، إذ تضاعف معدل انتشارها من 271 مليون حالة في عام 1990 إلى أكثر من 500 مليون حالة في عام 2019، كما ارتفعت الوفيات الناتجة عنها من 12 مليون إلى أكثر من 18 مليون حالة خلال الفترة نفسها.
وتُشكّل السمنة أحد عوامل الخطر الكلاسيكية للإصابة بأمراض القلب المكتسبة، إلى جانب ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وارتفاع نسبة الدهون في الدم، والتدخين، وقلة النشاط البدني، ويُعد العديد من هذه العوامل، بما في ذلك السمنة، قابلاً للتعديل، مما يتيح إمكانية تحسين صحة القلب والأوعية الدموية من خلال تغييرات في نمط الحياة والتدخلات الطبية.
وعلى الرغم من توثيق مضاعفات السمنة المتعلقة بأمراض القلب لدى الأطفال، إلا أن المراحل المبكرة لم تحظَ بالتوثيق الكافي أو العلاج المناسب، ومع نمو الأطفال ودخولهم مرحلة البلوغ، فإنهم يصبحون أكثر عرضة لأن يعانوا من السمنة في مرحلة البلوغ.
وأظهرت الدراسات أن 56% من الأطفال المصابين بالسمنة و80% من الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة يصبحون بالغين مصابين بالسمنة، مما يفرض عبئاً تراكمياً من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري على هؤلاء الأطفال.
وفي منطقة الشرق الأوسط، شهد انتشار السمنة ارتفاعاً ملحوظاً خلال العقود الماضية نتيجة التحسن في الوضعين الاجتماعي والاقتصادي، وهو ما أدى إلى نمط حياة أكثر خمولاً وزيادة في استهلاك الوجبات السريعة.
في المملكة العربية السعودية، تشير الإحصاءات إلى أن 35% من السكان يعانون من زيادة الوزن، وفي دراسة شملت 337,000 طفل سعودي، بلغ معدل انتشار زيادة الوزن والسمنة مجتمعين 20%، وكانت النسبة أعلى بين الأولاد.
أما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فتُعد أمراض القلب والأوعية الدموية مسؤولة عن نحو 40% من الوفيات، وفي دراسة شملت 5,167 مشاركاً في الإمارات، وُجد أنه في متوسط عمر 25 عاماً، بلغ معدل انتشار السمنة 26%، واضطرابات سكر الدم حوالي 12%، واضطرابات الدهون 62%، كما بلغ معدل انتشار كل من ارتفاع ضغط الدم والسمنة المركزية 22%، ما يشير إلى تعرض الشباب في الدولة لخطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب.
وفي دراسة أُجريت عام 2007 وشملت 966 طفلاً من مدارس الإمارات، وُجد أن 21.5% من الأطفال يعانون من زيادة الوزن، و13.7% يعانون من السمنة، وكانت النسبة أعلى لدى الفتيات، وسجل الأولاد في المناطق الريفية أقل معدل انتشار (23.6%)، ما يشير إلى أن العوامل البيئية والغذائية تلعب دوراً بارزاً في ارتفاع معدلات السمنة.
الطريق إلى صحة قلوب أطفالنا ومنع السمنة
•
النظام الغذائي الصحي السليم للأطفال: تقليل السكر "المشروبات الغازية والمحلاة"، تجنب الدهون المشبعة "الوجبات السريعة" والإكثار من الخضروات والفواكه.
•
ممارسة التمارين البدنية بانتظام وتجنب الجلوس لفترات طويلة.
•
مراقبة الوزن للمحافظة على الوزن المثالي.
•
تجنب التبغ والتدخين بجميع أشكاله وتجنب جلوس الطفل مع المدخنين.
•
النوم المنتظم للأطفال.
•
سياسات الدولة: تنظيم الإعلانات الغذائية وضبط بيئة المدارس.