جار التحميل...
فمن التعب المُستمر وضبابية الدماغ إلى الأمراض الالتهابية وحتى اضطرابات المزاج، لا يُمكن إنكار العلاقة بين ما نأكله وشعورنا، فلا يقتصر الأمر على السمنة فحسب؛ فحتى الأشخاص الذين يبدون بوزن صحي قد يُعانون من الآثار السلبية لنظام غذائي لا يتوافق مع احتياجات أجسامهم.
ويختلف نظامنا الغذائي الحالي اختلافًا كبيرًا عن نظام أسلافنا، فنحن نتعرض لكم هائل من الأطعمة فائقة المعالجة، المليئة بالسكر والدهون غير الصحية والمكونات الصناعية، فقد صُممت هذه الخلطات لتكون لذيذة للغاية ومسببة للإدمان، وغالبًا ما يكون ذلك على حساب القيمة الغذائية.
* الإفراط في تناول السكر: لا يقتصر الأمر على تسوس الأسنان فحسب، بل قد يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى مقاومة الأنسولين، والالتهاب المزمن، واختلال توازن ميكروبيوم الأمعاء، وترتبط هذه العوامل بمرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، وحتى المشاكل العصبية.
* الحبوب المكررة: مثل الخبز الأبيض والمعكرونة والمعجنات، تُجرد هذه الأطعمة من الألياف والعناصر الغذائية، مما يُسبب ارتفاعًا سريعًا في نسبة السكر في الدم، ويمكن أن يُسهم هذا التقلب المفاجئ في مستويات الطاقة، وزيادة الوزن، وزيادة خطر الإصابة بالالتهابات.
* الدهون غير الصحية: يمكن أن تُؤدي الدهون المتحولة واختلال توازن أحماض أوميغا 6 وأوميغا 3 الدهنية إلى تفاقم الالتهابات في الجسم بشكل عام ، مما يؤثر على كل شيء من صحة المفاصل إلى وظائف القلب والأوعية الدموية.
* الإضافات الصناعية: يمكن للمواد الحافظة والملونات والمحليات الصناعية أن تُسبب اضطرابات في صحة الأمعاء، وتُحفز ردود فعل تحسسية، وقد تُسبب عواقب صحية طويلة الأمد لا تزال غير مفهومة.
ورغم أن الأطعمة المُصنّعة تُشكل مصدر قلق كبير، إلا أن الأطعمة "الصحية" قد تُسبب مشاكل لبعض الأفراد، فالتحسس أو عدم تحمل الطعام، على عكس الحساسية الشديدة، غالبًا ما تظهر بأعراض متأخرة وأقل حدة، مما يجعل من الصعب للغاية تحديدها، فقد تتناول شيئًا يبدو غير ضار، مثل القمح أو منتجات الألبان، ليُسبب لك مشاكل طفيفة، ولكنها مستمرة بعد ساعات أو حتى أيام.
* مشاكل هضمية: انتفاخ، غازات، إمساك، إسهال.
* إرهاق وضعف في الطاقة.
* صداع أو صداع نصفي.
* مشاكل جلدية: أكزيما، وحب شباب، وطفح جلدي.
* آلام في المفاصل والعضلات.
* تشوش ذهني وصعوبة في التركيز.
* تقلبات مزاجية: انفعال، وقلق، واكتئاب.
وإذا كنت تشك في إصابتك بعدم تحمل نوع معين من الأطعمة، فإن العمل مع أخصائي رعاية صحية لاستكشاف نظام غذائي للتخلص من بعض الأطعمة قد يكون مفيدًا للغاية، ويتضمن ذلك إزالة الأطعمة المشتبه بها مؤقتًا ثم إعادة إدخالها واحدة تلو الأخرى لمراقبة رد فعل جسمك.
يكمن جزء أساسي من الصحة في ميكروبيوم أمعائك، حيث أن هناك أعداد كبيرة من البكتيريا التي تعيش في جهازك الهضمي، حيث يلعب هذا النظام البيئي المعقد دورًا هامًا في المناعة، وامتصاص العناصر الغذائية، وحتى إنتاج النواقل العصبية (مما يؤثر على المزاج). ويمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المصنعة والسكر والدهون غير الصحية إلى اختلال هذا التوازن الدقيق، مما يؤدي إلى حالة تسمى خلل التوازن البكتيري.
ويرتبط خلل التوازن البكتيري ارتباطًا وثيقًا بما يلي:
* داء الأمعاء الالتهابي (IBD).
* متلازمة القولون العصبي (IBS).
* أمراض المناعة الذاتية.
* الحساسية والربو.
* السمنة.
* القلق والاكتئاب.
إن تغذية أمعائك بالأطعمة الكاملة الغنية بالألياف، والأطعمة المخمرة (مثل الزبادي)، أمرٌ أساسي لتعزيز ميكروبيوم صحي، وبالتالي تحسين صحتك العامة، ويمكنك أيضاً تجربة البريبايوتكس.
لديك قوة هائلة للتأثير على صحتك من خلال خياراتك الغذائية، ولا يتطلب الأمر إجراءات جذرية بين عشية وضحاها، بل تحولًا واعيًا نحو عادات غذائية أكثر تغذية تدريجياً.
* إعطاء الأولوية للأطعمة الكاملة: اجعل طبقك غنيًا بالخضراوات والفواكه والبروتينات قليلة الدهون، والدهون الصحية والحبوب الكاملة، إذ توفر هذه الأطعمة الفيتامينات والمعادن والألياف الأساسية.
* اقرأ الملصقات بعناية: ابحث عن السكريات المضافة، والدهون المتحولة، وقوائم المكونات الطويلة التي يصعب نطقها، فكلما قلّت المكونات، كان ذلك أفضل.
* ترطيب الجسم بالماء: غالبًا ما يُخلط بين العطش والجوع، فاجعل الماء مشروبك الأساسي، وقلل من المشروبات السكرية.
* استمع إلى جسمك: انتبه لتأثير الأطعمة المختلفة عليك، وهل تشعر بالنشاط أم الخمول بعد تناول وجبة؟
* طبخ الطعام في المنزل بشكل متكرر يمنحك تحكمًا كاملًا في مكونات طعامك.
* فكّر في "إعادة ضبط" نظامك الغذائي: حتى فترة قصيرة من التركيز على الأطعمة الكاملة غير المُصنّعة يُمكن أن تُساعدك على تحديد الأطعمة المُحفّزة وإعادة ضبط نظامك الغذائي.
إن نظامنا الغذائي أكثر بكثير من مُجرّد سعرات حرارية؛ إنه أداة فعّالة يُمكنها أن تُساعدنا على بناء صحتنا، أو هدمها، وبفهم الحقيقة حول تأثير الطعام على صحتنا، يُمكننا اتخاذ خيارات أفضل تُمكّننا من عيش حياة أكثر صحة وحيوية.