جار التحميل...
وتُسهم الزيادة السكّانية وما ترتبط به من الاستهلاك غير المُستَدام في زيادة الطَّلَب على الموارد الطبيعية، والضغط المُفرِط على الأراضي.
يحتفي الناس من أنحاء العالَم أجمع باليوم العالَمي لمكافحة التصحُّر والجفاف في 17 يونيو من كلّ عام؛ بهدف حماية النُّظُم البيئية الأرضية، وتعزيز الاستخدام المُستَدام لها، ومكافحة تدهوُر الأراضي والجفاف وعَكس مَساره؛ وفقاً لما نصَّت عليه الأمم المتحدة في هدفها رقم 15 من التنمية المُستَدامة.
يعود تاريخ اتِّفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحُّر إلى عام 1977 الذي عُقِد فيه مؤتمر الأمم المتحدة الأوَّل للتصحُّر، وخرج بخُطَّة عمل لمكافحة التصحُّر.
ومع ذلك، أشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة في عام 1991 إلى تفاقُم مشكلة تدهوُر الأراضي في مناطق عِدَّة، لتحتلَّ مشكلة التصحُّر والجفاف الصدارة في مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية اللاحِق في عام 1992، والذي دعا إلى إنشاء لجنة تفاوُضية حُكومية دولية لعَقد اتِّفاقية مكافحة التصحُّر عام 1994، وإعلان يوم عقد الاتِّفاقية هذا يوماً عالَميّاً لمكافحة التصحُّر والجفاف.
يهدف هذا اليوم إلى تعزيز وعي الأفراد والمجتمعات والدُّول بالقضايا المُرتبِطة بالتصحُّر، وتدهوُر الأراضي، والجفاف، واقتراح الحلول التي يُمكن تبنِّيها لمُكافحته؛ بالتعاون مع السُّلطات المُختَصَّة، وفئات المجتمع وشرائحه كافَّة، وتطبيق اتِّفاقية الأمم المتحدة لمُكافحة التصحُّر على النحو الأمثل، وخاصَّة في المناطق التي تُعاني من المشكلة.
يهدف هذا اليوم أيضاً إلى مساعدة الناس والمجتمعات في تنمية الاقتصاد، وتأمين المقدار الكافي من الغذاء والمياه والطاقة لمُستَخدِمي الأراضي؛ ليتمكَّنوا من تحقيق الإدارة المُستَدامة للأراضي، في بيئة صِحِّية ومناسبة.
وتنبُع أهمّية اعتماد هذا اليوم يوماً عالَميّاً من توفير الأراضي الصحِّية نحو 95% من الطعام الذي يتناوله الإنسان، إلى جانب أهمِّيَّتها في توفير الملبس، والمأوى، والعمل، وسُبُل العَيش، والحماية من بعض الكوارث الطبيعية؛ كالفيضانات، وتُسهِم الأراضي الصحِّية أيضاً في حماية مستقبل الكوكب؛ إذ إنّ نحو 10 مليارات شخص سيعتمدون على الأراضي بوصفها مورداً حيويّاً للعَيش، بحلول العام 2050؛ وفقاً لما أشار إليه الأمين التنفيذي لاتِّفاقية مكافحة التصحُّر.
ومن ناحية أخرى، ترتبط أهمِّية الحفاظ على أراضٍ صِحِّية بدورها الأساسيّ في مواجهة العديد من التحدِّيات البيئية والعالَمية الأخرى، مثل: تغيُّر المناخ، وفُقدان التنوُّع البيولوجي، وأزمات الغذاء؛ إذ تُؤثِّر جودة التربة فيها جميعها؛ بدءاً من السماح بزراعة الأشجار، وإعطائها الفرصة للنُّمُوّ، ووصولاً إلى استخدام هذه النباتات في تغذية الإنسان، والقدرة على التعامل مع أزمة المناخ، وتأثيراتها.
يَكمُن دور الفرد في الاحتفاء بهذا اليوم العالَمي في تثقيف النَّفس بأسباب التصحُّر والجفاف وتأثيراتها، ومشاركة الآخرين هذه المعلومات؛ بهدف تعزيز وَعيهم أيضاً؛ فالوعي يُمثِّل الخُطوة الأولى نحو التغيير، إلى جانب المشاركة في المناسبات والأحداث والمُبادَرات التي يُقيمها المجتمع في مثل هذا اليوم، مثل: حملة زراعة الأشجار، أو النَّدوات ووُرَش العمل ذات العلاقة بالتصحُّر، والاحتفالات التي تُقام؛ لتكريم الإنجازات البشرية في هذا الشأن، وتعزيزها.
ويُمكن أيضاً اتِّخاذ قرار بالتبرُّع أو التطوُّع في المُنظَّمات التي تُعنى بترميم الأراضي المُنهَكة واستعادتها، وتعزيز الزراعة المُستَدامة، والترويج لهذه المُؤسَّسات، والمُمارَسات البيئية الجيِّدة التي تُسهِم في علاج المشكلة، مثل: إدارة التربة، والحفاظ على المياه.
المراجع
[1] unric.org, Desertification and Drought Day 2024: “United for Land: Our Legacy. Our Future”
[2] un.org, United for Land. Our Legacy. Our Future.
[3] unccd.int, Desertification & Drought Day
[4] awarenessdays.com, World Day to Combat Desertification and Drought 2024
[5] sdgs.un.org, Protect, THE 17 GOALS