جار التحميل...
ولتُواصِل الشارقة دورها الرائد في هذا المجال، أمر صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، في 30 نيسان عام 1981، بإنشاء دائرة الثقافة التي كانت تُعرَف آنذاك باسم (الدائرة الثقافية)، ثمّ عُرِفت بدائرة الثقافة والإعلام، إلى أن تغيَّر اسمها لاحِقاً إلى (دائرة الثقافة) فقط؛ بموجب المرسوم الأميري الذي صدر في سنة 2017م.
ومنذ لحظة إنشائها، حرصت دائرة الثقافة في إمارة الشارقة على تنظيم عدد من الأنشطة الإسلامية والعربية التي تتَّسِم بدورها المٌؤثِّر في الثقافة الإنسانية، والمحافظة على التراث؛ تحقيقاً لشِعار سُمُوِّه: "كفانا من ثورة الكونكريت، ولنتحوّل إلى بناء الإنسان".
وتتمثل هذه البرامج الهادفة بما يأتي:
يتبع (برنامج كتاتيب) الذي أُعلِن عنه عام 2014م بالتزامن مع اعتماد الشارقة عاصمةً للثقافة الإسلامية إدارةَ الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، علماً بأنّ انطلاقته كانت في عام 2015م؛ بهدف التأكيد على دور المسجد في الحفاظ على الثقافة العربية الإسلامية، لا سِيَّما ثقافة الخطّ العربي.
ويسعى البرنامج إلى نشر هذه الثقافة في مناطق إمارة الشارقة، وأحيائها السكنية؛ للوصول إلى أفراد المجتمع كلِّهم، وتحسين ثقافة الخطّ العربيّ لديهم، وزيادة وعيهم بهذا الفنّ، وممارسته، والاهتمام به يوميّاً بوصفه أسلوب حياة يُعزِّز المعرفة الثقافية والأخلاقية لدى الجيل الناشئ، لا سِيَّما مع ارتيادهم المُتكرِّر للمساجد؛ لتعلُّم الخطّ، وتحسينه.
وكانت مجموعة من المساجد قد حُدِّدت بوصفها مَقرّات لتنفيذ المشروع؛ 5 منها في إمارة الشارقة، و3 مساجد في المنطقة الشرقية، و4 أخرى في المنطقة الوُسطى.
أمّا البرنامج، فيتضمَّن 5 دورات بمناهج علمية، مُدَّة كلٍّ منها شهران تقريباً، وهي تُجرَى على مدار العام كلّه بإشراف أساتذة مُختَصّين، بالإضافة إلى تضمُّنها مجموعة من الأنشطة التي تُنفَّذ أسبوعياً، وتُقدَّم للمُسجِّلين في الدورات، وغيرهم، شريطة ألّا يقِلّ عُمر المُنتَسِب عن 11 عاماً.
يهدف المهرجان إلى تعزيز شخصية الطفل؛ عبر مجموعة من الفعاليات والأنشطة التي تخدم حاجاته الأساسية؛ كحُبّ المعرفة، وتحقيق الذات، واللعب، وتفعيل الفنّ المسرحي الذي يُتيح للطفل إمكانيَّة التعبير عن نفسه، ومهاراته، وقدراته.
وتجدر الإشارة إلى أنّ المهرجان يُنظِّم مجموعة من الفعاليات التشكيلية، والمسرحية في المدارس المُنتشِرة في الشارقة؛ الابتدائية، والثانوية على حَدٍّ سواء، ومن ذلك المحاضرات، ووُرَش العمل التدريبيّة الهادفة.
يُقام مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي على مدار أربع ليالٍ ضمن فعاليات يجتمع فيها المسرحيّون من الدُّوَل العربية المختلفة؛ ليتواصلوا مع بعضهم، ويتحاوروا حول تجاربهم الإبداعية، وكيفية تطويرها، وتنميتها، في أجواء تمزج بين المسرح الاجتماعي، والفلكلوري، والفنّي؛ لإثراء الثقافة الصحراوية المُلهِمة التي كانت وما تزال مصدراً لإلهام الرُّواة، والرسّامين، والرحّالة، والفنّانين.
ويجري ذلك كلّه انطلاقاً من رُؤى صاحب السُّمُوّ الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، وتوجيهاته، وأفكاره، التي تحُثّ على تفعيل دور المسرح العربي المُؤثِّر والمُتجدِّد، وتعزيز مكانة الفنّ المسرحي، علماً بأنّ عروض المهرجان تتحدَّث عن الشِّعر، والأداء، والحكاية، والأساليب المُتنوِّعة من التعبيرات الفنّية النابعة من جمال الصحراء والثقافة الصحراوية في الوطن العربي.
في شهر ديسمبر عام 2014، انطلقت فعاليّات أوّل دورة من دورات مهرجان خورفكان المسرحي الذي يهدف إلى الكشف عن العلاقة التي تربط المسرح بالسرديّات الشعبية، والفنون الأدائية بأشكالها المختلفة، والتي وضعها الإماراتيون على مَرّ السنين؛ بهدف تعزيز قيمة المسرح الثقافية والاجتماعية.
ومهرجان خورفكان المسرحي مهرجان مُميَّز يُجرى ليوم واحد في الطبيعة الساحرة والهواء الطلق في كورنيش خورفكان، وفيه تُعرَض المسرحيات القصيرة بأسلوب الارتجال، إلى جانب عدد من الفعاليات المُنوَّعة الأخرى التي تُقدَّم بأساليب مختلفة، مثل: الستاند كوميدي، أو الأداء الإلقائي، والدراما الشَّعبية المُقتبَسة من ثقافات عالَمية مُتنوِّعة، وغيرها.
وتجدر الإشارة إلى أنّ المهرجان يستقبل فِرَقاً، ومجموعات مسرحية، وفنّية إماراتية، ومن دُوَل أخرى عِدَّة، وهو لا يشترط عُمراً مُحدَّداً للمشاركة.
بهدف جعل التجارب الخليجية المسرحية المُميَّزة أكثر بروزاً، ونشر الوعي المسرحي وتعزيزه لدى أفراد المجتمع، وتحسين التواصل بين المسرح والجمهور، واكتشاف المواهب، ودعم الجمعيات والفِرَق المسرحية وتشجيعها، تأسَّس مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي عام 2015؛ ليكون حَدَثاً ثقافياً مسرحياً مُهِمّاً يُجرى في إمارة الشارقة مرَّة واحدة كلّ عامَين، وتحديداً في شهر فبراير، ويستمرّ لمُدَّة 7 أيّام.
وتُقدَّم في المهرجان جوائز تتسابق إلى حِيازتها الفِرَق المسرحية الخليجية المختلفة، شريطة تحقيقها مجموعة من الشروط، منها: أن يكون العرض مُلتزِماً بقوانين النشاط المسرحي، ولوائحه، وألّا يكون العرض قد شارك سابقاً في أيّ مهرجان عربي أو خليجي آخر، إضافةً إلى مجموعة أخرى من الشروط والمُتطلَّبات اللازمة.
يهدف مهرجان المسرح الكشفي الذي يُعقَد بالتعاون مع مُفوَّضية كشّافة الشارقة الذي انطلقت أولى دوراته في شهر ديسمبر عام 2011 إلى تنمية ثقافة المجتمع المسرحية، والتعرُّف إلى المواهب المسرحية التي تنتسب إلى مُفوَّضيات الكشّافة في الإمارات؛ لإعدادهم، وتنمية خبراتهم، ومهاراتهم المسرحية؛ بحضورهم مجموعة من المحاضرات، ووُرَش العمل التي تجمع بين التقاليد المسرحية، ومبادئ العمل الكشفي؛ كحُبّ المساعدة، والطاعة، والصدق، وغيرها.
ويتضمَّن المهرجان الذي يُعرَف بأنَّه أكبر حَدَث ثقافي وفنّي تتنافس فيه مُفوَّضيات الكشّافة في الإمارات عدداً من العروض القصيرة التي تُعرَض أمام لجنة خاصَّة؛ لتقييمها، وتحديد الفائزين بين مجموعة من المُتنافِسِين في تقديم هذه العروض.
انطلق مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة في شهر أبريل عام 2012م، وصار يُعقَد في الشهور الثلاثة الأخيرة من كلّ عام في المركز الثقافي بكلباء، وهو يتميَّز بعُروضه التي تُقدَّم باللُّغة العربية الفُصحى، وبدوره الواعد في تعزيز الثقافة العربية.
ويُتيح مهرجان كلباء للمُشاركين خوض تجربة الإخراج المسرحي، وإظهار مهاراتهم، وأحلامهم، وطموحاتهم الخاصّة، بحضور مجموعة من المُختَصّين من داخل الإمارات، وخارجها؛ بهدف تعزيز الحركة المسرحية الإماراتية، وضَمّ مجموعة مُبدِعة من الطاقات الشبابية في مجال الإخراج المسرحي، وتنشيط الساحة المسرحية في المنطقة الشرقية.
انطلقت أولى دورات أيّام الشارقة المسرحية في 10 مارس عام 1984م، لتُشكِّل ظاهرة ثقافية مسرحية مُميَّزة تقام كلّ عام، وتستمِرّ غالباً لمُدَّة 12 يوماً، برعاية صاحب السُّمُوّ الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، وبإشراف لجنة عُليا تتفرَّع منها مجموعة من لجان التحكيم المسؤولة عن تقييم الفِرَق المسرحية المُنتَسِبة إلى الحَدَث والقادمة من أنحاء دولة الإمارات كافَّة، علماً بأنّ أعضاء اللِّجان هم من أبرز الكفاءات المسرحية المحلّية والعربية.
أمّا ضيوف أيّام الشارقة المسرحية، فهم نُخبة من المُؤلِّفين، والمُفكِّرين، وكبار المُمثِّلين العرب والأجانب، القادمين من مناطق مختلفة من العالَم؛ للمُشاركة في الندوات، والحِوارات، واللِّقاءات، والعروض المسرحية؛ ممّا يعود بالفائدة على المسرحيِّين المحلّيِّين في الدولة.
وفي نهاية أيّام الشارقة المسرحية، يُقام حفل ختاميّ يُكرَّم فيه الفنّانون الفائزون بالمسابقة، وتُمنَح فيه الجوائز، ومن أبرزها جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي التي تُمنَح إلى أحد فنّاني العرب، جنباً إلى جنب مع تكريم أحد رُوّاد الحركة المسرحية المحلّية.
تأسَّس مهرجان الشارقة للشِّعر العربي الذي يُجرى سنويّاً عام 1997؛ بتوجيهات من صاحب السُّمُوّ الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة؛ بهدف الحفاظ على الركائز الأساسية للشِّعر العربي، والاهتمام بالموروث الشعري، ورعايته، وإثراء الشِّعر.
ويجري تحقيق ما سبق عبر استضافة مجموعة من الشُّعراء العرب، والشُّعراء الإماراتيين، وإقامة الأُمسيات والفعاليات والجلسات الشعرية والنقدية المختلفة، وتقديم الجوائز، بالإضافة إلى اكتشاف المواهب الشِّعرية الواعِدة، ودعمها، وتكريمها في أوطانها.
بحضور صاحب السُّمُوّ الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، وثُلَّة من عُشّاق الأدب، والشِّعر الشَّعبي، انطلقت فعاليات مهرجان الشارقة للشِّعر النبَطيّ، بالتزامن مع بدايات تأسيس الدائرة الثقافية في الشارقة عام 1983م.
ويهدف المهرجان إلى إبراز أهمِّية الشِّعر النَّبَطي، ودوره في إبراز خصوصية المجتمع في دولة الإمارات العربية، مع كشف دلالاتالشعر النَّبَطي، ومعانيه، وتجسيد المشهد الشِّعري العربي، والخليجي، والإماراتي، وتوثيقه بسِماته، وأجناسه، وملامحه، وأعلامه.
ويتحقَّق ذلك بالتواصُل مع الشُّعراء، والتعرُّف إلى أحدث كتاباتهم الشِّعرية، ثمّ اختيار إحداها لتكون جزءاً من الفعاليات الشَّعبية الإبداعية التي تُثري المهرجان، وتجدر الإشارة إلى أنّ المهرجان يُعَدّ أحد أكبر المهرجانات العربية الخاصَّة بالشِّعر النَّبَطي، ويُعقَد سنويّاً.
يُنظَّم مهرجان الفنون الإسلامية بإدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، وهو حَدَث دولي فنّي خاصّ بمجال الفنون الإسلامية الجمالية والحضارية؛ بهدف تأصيلها، وتجديدها، وتعزيز حضورها في الساحة الفنّية العالَميّة.
ويُقام المهرجان الذي أُسِّس عام 1998م، برعاية صاحب السُّمُوّ الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، سنويّاً؛ بدءاً من منتصف شهر ديسمبر من كلّ عام، ويستمِرّ لمُدَّة 40 يوماً.
ويجدر التنويه إلى أنّ مهرجان الفنون الإسلامية يُقام في مناطق مختلفة من الشارقة، منها: واجهة المجاز المائية، ومتحف الشارقة للفنون، والمنطقة الشرقية، والمنطقة الوُسطى، وبيت الحكمة، وساحة الخَطّ، وغيرها، وهو يحتضن تجارب فنّية مُتنوِّعة من دُوَل مختلفة في معارض جماعية، وأخرى فردية، جنباً إلى جنب مع مجموعة من الفعاليات التفاعُلية القَيِّمة.
تُنظم دائرة الثقافة في حكومة الشارقة العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية الغنيَّة الأخرى، ومن أبرزها؛ مهرجان دبا الحصن، وملتقى السرد، وملتقى الخط، ومهرجانات الشعر في أفريقيا، إلى جانب إشرافها المستمر على بيوت الشعر العربية.
بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، أصدرت دائرة الثقافة عدداً من الجوائز التي تهدف إلى تعزيز الثقافة والإبداع في الإمارة، وتكريم الشعراء والكتاب المسرحيين المتميزين. وتشمل جوائز الدائرة كلاً من؛ جائزة الشارقة للثقافة العربية - اليونسكو، وجائزة الشارقة للإبداع العربي، وجائزة الشارقة للشعر العربي، وجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي، وجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي، وجائزة الشارقة للتأليف المسرحي المدرسي، وجائزة الشارقة للتأليف المسرحي - نصوص مسرحية للكبار.
ختاماً، لا تقتصر الجهود التي تبذلها دائرة الثقافة في الشارقة على تنظيم البرامج والمهرجانات والفعاليات الثقافية وإصدار الجوائز الهادفة، وتكريم الرواد من الأدباء والشعراء والمثقفين الذين تركوا بصمةً واضحة في الساحة الثقافية العربية فحسب، وإنما تُصدر الدائرة أيضاً مجموعة من الإصدارات الثقافية القيِّمة شهرياً أو سنوياً.
وتشمل إصدارات دائرة الثقافة بحكومة الشارقة عدداً من الكتب الورقية، والكتب الرقمية، والمنشورات، إلى جانب المَجلات الشهرية الثقافية؛ والتي تشمل مجلة الرافد، ومجلة الوسطى، ومجلة الشرقية، إضافةً إلىى مجلة الحيرة من الشارقة، ومجلة الشارقة الثقافية، ومجلة القوافي، ومجلة المسرح.
المراجع
[1] sdc.gov.ae, برامجنا
[2] sdc.gov.ae, عن الدائرة
[3] u.ae, الجهات الحكومية
[4] sharjahevents.ae, مهرجان الشارقة للشعر النبطي
[5] sharjahevents.ae, مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي