جار التحميل...
تُعَدّ كلباء من أبرز المُدُن التابِعة لإمارة الشارقة، وهي تقع على الساحل الشرقيّ للإمارة الذي يُطِلّ على خليج عُمان، على بعد 120 كم تقريباً شرق مدينة الشارقة عاصمة الإمارة، وتحتاج الطريق منها باتِّجاه العاصمة إلى نحو الساعة ونصف الساعة فقط بالسَّيّارة، كما تقع كلباء على بُعد 12 كم جنوب مدينة الفجيرة قبل الحُدود مع سلطنة عُمان.
وكلباء من أجمل مناطق السياحة البيئية في دولة الإمارات العربية المُتَّحِدة، وهي وجهة مِثالِيَّة لعُشّاق الطبيعة؛ بفضل شواطئها الجميلة، وغاباتها الكثيفة، وجبالها الشاهقة، كما تُوفِّر المدينة العديد من الأنشطة الخارجية التي تتناسب مع مختلف الأذواق والاهتمامات؛ كمُمارَسة الرِّياضات البحرية المُتنوِّعة، والاستمتاع برحلات التخييم، والتجديف بالقوارب، ممّا يجعلها مكاناً رائعاً لقضاء عطلة مُميَّزة مليئة بالمُغامَرات والتجارب الفريدة.
وتُشكِّل مدينة كلباء، بإرثها التاريخيّ وحُصونها القديمة، جُزءاً من التراث الثقافي العريق لدولة الإمارات؛ بمَعالِمِها الأثريَّة التي تعكس تاريخ المدينة والحياة التقليدية القديمة، فتمنح زُوّارها فرصة العودة إلى الماضي والتعمُّق في تفاصيله، كما أنَّها مَوطِن لحيوانات المَها العربية التي ترمز إلى الثقافة الإماراتية، ممّا يجذب الزُّوّار من المُواطِنِين والمُقِيمِين والسُّيّاح لمُشاهَدَتها والتعرُّف إليها.
افتتح صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مركز خور كلباء في شهر إبريل من عام 2021م، ليكون من أهمّ مَعالِم مدينة كلباء الطبيعيَّة، وهو مَوطِن لأقدم غابةٍ من أشجار القرم -ويَصِل طولها إلى نحو الثمانية أمتار- في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية، وتُؤدّي هذه الغابة القديمة دوراً حَيَوِيّاً في النظام البيئيّ؛ إذ تُوفِّر مَوطِناً طبيعيّاً لمجموعة واسعة من النباتات والحيوانات التي تعيش في المنطقة؛ كالغِزلان، والأجناس المختلفة من الطيور النادرة، وأبرزها طائر الرفراف.
أما الأهمِّية البيئيَّة لخور كلباء، فهو يُعَدّ أيضاً من أهمّ الوجهات السياحية في كلباء؛ إذ يجذب العديد من الزُّوّار الذين يأتون للاستمتاع بجمال طبيعته، ومُشاهَدَة التنوُّع البيولوجي الفريد فيه، ممّا يجعله مصدراً اقتصادِيّاً مُهِمّاً للمنطقة.
ويُمكن لزائر مركز خور كلباء الانطلاق في جولة داخليَّة تتضمَّن مُشاهَدة مجموعة من الحيوانات المائيَّة، مثل السرطانات البحرية، والأحواض المائيَّة المُصغّرةٍ التي تُحاكي البيئة البحرية الخارجيَّة، أمّا الجولة الخارجيَّة، فتشمل مُشاهَدة بركة السلاحف، وقفص طائر الرفراف المُطوَّق العربيّ، وقفص الطيور الشاطِئِيَّة، بالإضافة إلى التجوُّل في مَمَرّ غابة القرم الذي يتزيَّن بأشجار القرم الكثيفة، ويجدر بالذِّكر أنَّ المركز يفتح أبوابه في أيّام الأسبوع جميعها ما عدا يوم الاثنين.
صُمِّمت الحدائق المُعلَّقة لتكون وجهة سياحية مُميَّزة وجاذبة، تجمع بين الترفيه والمغامرة والاستمتاع بالطبيعة لأفراد العائلة جميعهم، وهي تُغطّي مساحة 1.6 مليون قدم مُربَّعة (نحو 148,644.87 متراً مُربَّعاً) مُزدَهِرة بأكثر من 100,000 شجرة، ويصل ارتفاع الحدائق إلى 281 متراً عن سطح البحر، وقد افتَتَحها صاحِبُ السُّمُوّ حاكم الشارقة، في 8 مارس عام 2024م؛ تأكيداً لرُؤية سُمُوِّه الرائدة، وجُهودِه المُستَمِرَّة في جعل مدينة كلباء واحِدةً من أهمّ الوجهات السياحية في المنطقة.
وتُعَدّ الحدائق المُعلَّقة، فرصةً ترفيهيَّةً لقضاء تجربة فريدة، بما تتضمَّنه من مَرافق، ومنها المنطقة المُخصَّصة للأطفال والمُقسَّمة بحسب الأعمار، إضافة إلى المَسارات التي تتوفَّر لتسلُّق الجبال على مُستَوَيات عِدَّة، مُروراً بالأشجار الكثيفة والاستراحات المختلفة، وإلى جانب هذا كُلِّه، يبرز الشلّال بمِياهِه الجارِيَة، وصوته الذي يمنح الراحة والاسترخاء، ممّا يجعل المكان مَصدراً للبهجة والسُّرور لقاصِدِيه من مُختَلف الأعمار.
كان إطلاق مشروع بحيرة الحفية في قلب مدينة كلباء؛ وهو واحد من المشاريع السياحية والبيئية البارزة التي أطلقها صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتمتَدّ البحيرة على مساحة تبلغ 132 ألف متر مُربَّع، ويَصِل عُمقها إلى 4 أمتار، ممّا يجعلها مَحطَّةً جاذِبةً للزُّوّار الذين يرغبون في الاستمتاع بجمال الطبيعة والبيئة الهادئة.
وتتميَّز بحيرة الحفية بإطلالتها الساحرة، وهي تُوفِّر مساحات واسعة لمُمارَسة الرياضة والاستمتاع بالهواء الطَّلق؛ من خلال خمسة مَسارات جبلية مُمهَّدة، وتُعَدّ البُحَيرة مكاناً مِثالِيّاً لمُحِبّي الرِّياضات البحرية أيضاً، مثل: الكاياك، والتجديف، ورحلات القوارب.
وتُوجَد في بحيرة الحفية استراحة فاخِرة تمتَدّ على مساحة 500 متر، وتتضمَّن مَرافِق خدمية وترفيهية مُتنوِّعة، منها منطقة خاصَّة للعب الأطفال، ومجموعة من المطاعم والمقاهي، بالإضافة إلى مُصَلّى للرجال وآخَر للنساء، ومكتبة إسلاميَّة غنيَّة بالمصادر الدينية والتفاسير، ممّا يجعل البحيرة وجهة مِثالِيّة لرحلة هادئة ومليئة بالفائدة.
ويحكي حصن خور كلباء، قصَّةً تاريخيَّةً غنيَّةً ومُذهِلةً، فقد مَرَّ عبر السنين بالعديد من الأحداث التاريخية التي وَضَّحها تصميمه الفريد ونقوشه الحجريَّة، إضافة إلى آثاره ومُقتَنَياته المعدنِيَّة التي عُثِر عليها نتيجة الحفريّات وعمليّات التنقيب، والتي تعود إلى حِقَبٍ مختلفة؛ كالقرن الثامن عشر قبل الميلاد، وأقدم من ذلك بكثير.
يقع بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسميّ، على الساحل الشرقي لمدينة كلباء، وقد بُني بنمط تقليدي عام 1899م كمقر إقامة ملكي، فعاش فيه الشيخ سعيد وأسرته، وأدار منه شؤون الحكم، وجرى ترميمه وافتتاحه للجمهور.
يُعَدّ بيت المغفور له الشيخ سعيد بن حمد القاسمي "طيَّب الله ثراه"، أحد أجمل البيوت التراثية العريقة في دولة الإمارات، والتي تعكس النَّمَط المعمارِيّ الإماراتيّ الأصيل، ويضمّ داخله مجموعة من المُقتَنَيات الإسلاميَّة والإماراتيَّة العريقة التي تنقل الزائر إلى عَبَق الماضي، وأبرزها مخطوطة القرآن الكريم المَطلِيَّة بالذهب، والتي يعود تاريخها إلى 700 عام، كما أنَّ وُقوعه على الواجهة البحريَّة، أضفى عليه جمال الطبيعة الخلّابة.
وفي الختام، تُعَدّ مدينة كلباء، مَقصداً سياحيّاً لا ينضب من الجمال والتاريخ بمَعالِمها الأخرى أيضاً، مثل: مركز كلباء للطيور الجارِحة، ومركز الحفية لصون البيئة الجبليَّة، وكورنيش كلباء، وسوق كلباء التراثي، وواجهة كلباء المائية، إضافة إلى مَعالِمها الحضارية، مثل: برج الساعة، ومركز كلباء للتسوُّق، وغيرها، وهذا ما يجعل زيارة مدينة كلباء تجربة لا تُنسَى، يمتزج فيها جمال الطبيعة بعَبق التاريخ وروعة الحاضر.
[1] u.ae, إمارة الشارقة
[2] visitsharjah.com, كلباء
[3] kalbacmc.ae, أفضل 9 وجهات في مدينة كلباء
[4] mcy.gov.ae, klba
[5] kalbacmc.ae, اكتشف الأماكن التاريخية في كلباء