جار التحميل...
وتُعَدّ الحديقة النباتية الإسلامية الأولى من نوعها على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط، وهي حديقة رائدة، وهادفة، وفريدة، تَعرِضُ بين جنباتها أصنافاً مُتنوِّعة من النباتات التي وَرَدَ ذِكرها في القرآن الكريم، والسنَّة النبوية المُعطَّرة، فيتمتَّع الزائر فيها بالجمال الطبيعي الفتّان، ويغمره الشُّعور بالراحة، والهدوء، والسلام، والاطمئنان.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الحديقة النباتية الإسلامية تُوجَد في منتزه الصحراء التابع لهيئة البيئة والمَحميّات الطبيعية، وتحديداً إلى الشرق من مدينة الشارقة، على طريق الذيد السريع.
أُنشِئت الحديقة النباتية الإسلامية في إمارة الشارقة عام 2014، خلال فعاليات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014؛ بهدف زيادة المعرفة الإسلامية لدى الزُّوّار، وتعزيز تدبُّرهم للآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة؛ عبر تأمُّل النباتات التي وردت فيها، والتعرُّف إليها عن كثب، واكتشاف خَواصِّها وفوائدها العديدة.
وكان إنشاؤها أيضاً بهدف تعزيز الوعي العام ضمن إطار التنمية المُستَدامة، إلى جانب المحافظة على البيئة العربية، والتقاليد الإسلامية الراسخة، وبهذا، شكَّلت الحديقة النباتية الإسلامية إضافة مميزة إلى السياحة الطبيعية والإسلامية لإمارة الشارقة، وصاغت مفهوماً جديداً ورائداً يُعزِّز الثقافة النباتية لقطاع الحدائق في المجتمع.
تضمُّ الحديقة النباتية الإسلامية بين أحضانها خمسين نبتة مختلفة من النباتات التي ذُكِرت في آيات القرآن الكريم، واثنَتَين وأربعين نبتة مختلفة ذُكِرت في السُّنَّة النبوية، وتتنوَّع بين أشجار، وشُجَيرات، وأعشاب، مثل: التين، والزيتون، والرُّمّان، والزعفران، والرَّيحان، والسدر، والنخيل، والأراك، والحبَّة السوداء، وغيرها.
إلى جانب بعض النباتات التي ورد ذِكرها في الكُتُب السماوية الأخرى، مثل: الزنجبيل، واليقطين، مع التركيز على أهمِّية هذه النباتات المُتفرِّدة، وفوائدها الطبِّية، واستخداماتها المُتعدِّدة في مجالات الغذاء، والطبّ، والرعاية الصحِّية، إضافةً إلى تصنيفاتها العلمية المُوضَّحة باللُّغتَين؛ العربية، والإنجليزية.
ويُشار إلى أنّ الحديقة كانت قد استثنَت نبتَتَين اثنَتَين رغم ذِكرهما في القرآن والسُّنَّة؛ ألا وهما: شجرة الغرقد التي تُعرَف باسم شجرة اليهود، وشجرة الزقُّوم التي تنمو في جهنَّم.
ومن الإضافات المُميَّزة في الحديقة أيضاً شجرة العود؛ وهي تُمثِّل نوعاً من الأشجار النادرة التي تُستخلَص منها العطور ذات الرائحة العَبقة، بالإضافة إلى شجرة الكافور ذات الاستخدامات المُتعدِّدة.
وليتمكَّن الزُّوّار من مشاهدة النباتات الموجودة في الحديقة جميعها بوضوح، رُتِّبَت هذه النباتات بتنظيم وتناسُق؛ اعتماداً على ارتفاعها؛ إذ وُضِعت النباتات التي يزيد ارتفاعها عن 14 متراً قُرب سور الحديقة، مثل أشجار: السدر، والموز، والكافور، ثمّ وُضِعت النباتات التي يتراوح ارتفاعها بين 4 إلى 14 متراً، مثل: الأراك، والأرز، تليها النباتات التي يقِلّ ارتفاعها عن 4 أمتار، مثل: الكمّون، والشعير، والسلق، وغيرها؛ أي إنّ الترتيب تضمَّن وضع الأشجار قُرب السور، تليها الشُّجَيرات، ثمّ الأعشاب الصغيرة.
تحتوي الحديقة النباتية الإسلامية على عدد من شاشات العرض الإلكترونية العصرية والذكية سهلة الاستخدام، والمُخصَّصة لعَرض النباتات الموجودة جميعها في الحديقة، وتوضيح فوائدها، وفي أيّ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وردت تحديداً؛ بهدف تسهيل عملية البحث والحصول على المعلومات من قِبَل رُوّاد الحديقة وزُوّارها من الفئات العُمرية جميعها.
وتتميَّز الحديقة الإسلامية بأنّها مُلائمة تماماً لاستقبال الزُّوّار من فئات المجتمع كافَّة، بما في ذلك الأشخاص من ذوي الإعاقة؛ إذ صُمِّمت ممرّاتها الداخلية المُعبَّدة بما يضمن سهولة التنقُّل وسلاسته بين مَرافِقها، وتتضمَّن الحديقة أيضاً عدداً من أحواض الزينة، إلى جانب المَمرّات المائية الضيِّقة المُستَوحاة في تصميمها من الأفلاج التقليدية القديمة، أو ما يُعرَف بقنوات الريّ.
لا تقتصر الأنشطة المُتاحة لزُوّار الحديقة النباتية الإسلامية في إمارة الشارقة على مشاهدة النباتات المُتميِّزة التي ذُكِرت في القرآن الكريم والسنَّة النبوية فحسب، وإنَّما يمكن للزُّوّار أيضاً التنزُّه والاستمتاع بالبيئة الطبيعية المُريحة للحديقة، وتجربة أنواع الأطعمة العربية اللذيذة التي تتضمَّن نوعاً أو أكثر من مُنتَجات الحديقة ضمن مُكوِّناتها، والعصائر الطبيعية الشهية، إضافة إلى تجربة استخدام الشاشات الذكية في مركز الترجمة والتفاعل معها، أو قراءة كتب النباتات المُتنوِّعة والمفيدة في المكتبة، أو الغرفة التعليمية.
وختاماً، استضافت الحديقة الإسلامية التي أُسِّسَت بتوجيهات من صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عُضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، بالتعاون مع مُنظَّمة اليونيسكو منذ عام 2006، عدداً ضخماً من الزُّوّار، وحقَّقت نجاحاً باهِراً على الرغم من التحدِّيات التي واجهتها، مثل: ضرورة توفير البيئة المناسبة لنُمُوّ كلّ واحدة من هذه النباتات، وتوفير النباتات المَوسمية، وبذور أنواع مُعيَّنة من النباتات التي تنمو خارج الدولة.
المراجع
[1] visitsharjah.com, الحديقة النباتية الإسلامية
[2] sharjah24.ae, أماكن سياحية في الشارقة تستحق الزيارة