دورة كلباء للألعاب الشاطئية.. انتعاش ومنافسة بروح رياضية

وتجدر الإشارة إلى أن قطاع الرياضة يحظى باهتمام كبير من قبل القيادة الرشيدة، وذلك بمتابعة ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يولي الأنشطة المجتمعية والرياضية أولوية خاصة ضمن رؤية الإمارة للتنمية الشاملة.

وفيما يلي نستعرض أبرز ملامح هذه الدورة، والألعاب الرياضية التي تقيمها، وأثرها الإيجابي على إمارة الشارقة:

الانطلاقة والتطور: سبع باقات رياضية تشمل مختلف الاهتمامات

شهدت دورة كلباء للألعاب الشاطئية انطلاقتها الأولى في عام 2021 بتنظيم من مجلس الشارقة الرياضي، وبالتعاون مع عدد من الاتحادات والهيئات الرياضية والأندية في الدولة، وقد حمل شعار الدورة الرقم سبعة، في إشارة رمزية إلى عدد الألعاب التي ضمتها تلك النسخة، والتي تنوعت بين الألعاب الجماعية والفردية والبحرية مثل؛ كرة القدم الشاطئية، وكرة الطائرة الشاطئية، وكرة السلة الشاطئية، إضافة إلى رياضة الجري على الشاطئ، ورياضة التجديف، والسباحة المفتوحة، ورياضة الترايثلون.

ونظراً للنجاح الواسع الذي حققته النسخة الأولى، أصبحت الدورة تُنظَّم بشكل سنوي، مع توسع ملحوظ في عدد الألعاب التي تقدمها، ففي النسخة الرابعة التي أُقيمت في نوفمبر 2024 وصل عدد الألعاب إلى ثلاث وعشرين لعبة رياضية بمشاركة ما يقارب أربعة آلاف لاعب ولاعبة من مختلف الأعمار والفئات.

ورغم هذا التوسع حافظت الدورة على رمزية الرقم سبعة من خلال تقسيم الألعاب إلى سبع باقات رئيسية؛ إذ تضم الباقة الفردية رياضات مثل؛ سباق الطريق، والترايثلون، والقوس والسهم، والريشة الطائرة، أما الباقة الجماعية فتشمل كرة الطائرة الشاطئية، وكرة السلة، وكرة القدم الشاطئية، وتندرج المسابقات البحرية ضمن باقة خاصة بها ومن أبرزها؛ السباحة المفتوحة، وسباق قوارب الكاياك.

وقد أدرجت اللجنة المنظمة أيضاً باقة للألعاب الإلكترونية، تشمل لعبة التجذيف الإلكتروني ولعبة "FC25" لكرة القدم الرقمية، كما تميزت الدورة بوجود باقة متخصصة في رياضات الدفاع عن النفس مثل؛ التايكواندو، والملاكمة، والكاراتيه، والجودو، والمصارعة، والجوجيتسو، وتضمنت الدورة كذلك باقة للياقة البدنية تركز على أنشطة مثل؛ سباق الموانع، وشد الحبل، والثلاثي الحديث، إلى جانب باقة أخيرة مخصصة للألعاب المصاحبة، والتي شملت فعاليات مثل؛ مصارعة الأذرع، واليوغا، وكرة السلة لفئة اللاعبين ذوي الإعاقة الحركية.

هذا التنوع في الألعاب يعكس حرص إمارة الشارقة على تقديم تجربة رياضية شاملة تلبي اهتمامات جميع فئات المجتمع، وتُسهم في نشر ثقافة الرياضة وتعزيز أسلوب الحياة النشط في أجواء ترفيهية مفتوحة على شاطئ كلباء.

التنظيم والتطوع: ركيزتان لنجاح دورة كلباء للألعاب الشاطئية

في نسخها السابقة، حظيت دورة كلباء للألعاب الشاطئية بدعم لوجستي متميز من اللجنة المنظمة، والتي عملت على توفير مختلف عناصر التنظيم الاحترافي. 

كما أتاحت الدورة لأبناء المجتمع المحلي فرصة التطوع والمشاركة الفاعلة في العمليات التنظيمية، مما عزز روح التعاون والمسؤولية المجتمعية، وقد شملت مهام المتطوعين تنظيم دخول الرياضيين، وتنسيق مواقع المنافسات، والإشراف على مراسم التتويج، مما أسهم في إخراج الحدث الرياضي بدقة عالية، وضمن بيئة آمنة وتجربة مميزة لكافة المشاركين والجمهور.

دورة كلباء للألعاب الشاطئية: تنمية مجتمعية وسياحية واقتصادية

تُعد دورة كلباء للألعاب الشاطئية أكثر من مجرد حدث رياضي؛ إذ تمثل منصة شاملة تدعم التنمية على مختلف المستويات؛ فعلى الصعيد المجتمعي تسهم الدورة في ترسيخ ثقافة الرياضة والنشاط البدني، وتشجيع أفراد المجتمع على تبني أسلوب حياة صحي وفعّال. 

كما توفر بيئة محفزة لاكتشاف المواهب الرياضية وتطويرها، إلى جانب تأكيدها على قيم الشمول والمساواة من خلال إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في المنافسات، ما يعكس التزام الدورة بحق الجميع في ممارسة الرياضة دون تمييز.

وفي الجانب السياحي، تسلط الدورة الضوء على جماليات مدينة كلباء ومقوماتها الطبيعية، مما يعزز من مكانتها بكونها وجهة رياضية وسياحية في إمارة الشارقة، كما تسهم فعالياتها المتنوعة والأنشطة المصاحبة في جذب الزوار وتنشيط السياحة الداخلية، وينعكس هذا الحراك بشكل مباشر على القطاع الاقتصادي، من خلال دعم الأعمال المحلية وزيادة الإقبال على الخدمات التجارية والترفيهية في المدينة.

جوائز مالية وتحفيزية: دعم يعزز روح التنافس والمشاركة

حرصت دورة كلباء للألعاب الشاطئية منذ انطلاقتها على تقديم جوائز مالية تحفيزية للمشاركين في مختلف الألعاب الرياضية، وهو ما ساهم في رفع حدة المنافسة وتشجيع الرياضيين على تقديم مستويات مميزة، كما لم تغفل اللجنة المنظمة عن أهمية إشراك الجمهور؛ إذ جرى تخصيص جوائز عينية من خلال مسابقات ترفيهية وسحوبات يومية، ساهمت في تعزيز التفاعل وإضفاء أجواء احتفالية مشوقة طيلة أيام الدورة.

ختاماً، تواصل دورة كلباء للألعاب الشاطئية ترسيخ مكانتها على خارطة الفعاليات الرياضية المحلية، وذلك بفضل تميز تنظيمها وتطور أهدافها الرياضية والاجتماعية على مدار السنوات، لتصبح بذلك واحدة من أفضل الوجهات الرياضية التي تجمع بين التنافس والمتعة.

المراجع

[1] shjsc.ae, فتح باب التسجيل لألعاب دورة كلباء للألعاب الشاطئية الثالثة
[2] sharjah24.ae, دورة كلباء للألعاب الشاطئية تعزز مكانتها على الخريطة الرياضية
[3] sharjahevents.ae, دورة كلباء للألعاب الشاطئية