جار التحميل...
ويُعَدّ المهرجان من الفعاليات الثقافية والفنّية البارزة التي تُنظَّم من قِبَل دائرة الثقافة في إمارة الشارقة، وهو يهدف عموماً إلى دَعم الفُنون المختلفة، وتعزيز الثقافة السياحية.
تتمثَّل غاية مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي بإبراز الروابط المشتركة بين الأشكال التقليدية للتعبير الأدائي والسردي التي استخدمها سُكّان الصحراء قديماً، وفنّ المسرح الحديث؛ من خلال العُروض الفنّية والثقافية التي تدمج تُراث المجتمعات الصحراوية العربية عبر حكاياتها، وأشعارها، وسِيَر أبطالها، وتقديمها في قوالب فنِّية تجمع بين أساليب الأداء التقليدية، والأساليب الفنّية الحديثة، ضمن مزيج رائع يربط الماضي بالحاضر.
ويهدف المهرجان أيضاً إلى جعل المسرح في الدول العربية وسيلة فاعلة ومُؤثِّرة في حلّ قضايا المجتمع المُعاصِرة؛ عبر تناول القضايا التي تشغل الناس وتُثير تساؤلاتهم، واقتراح حلول إبداعية لها، بالإضافة إلى تقديم رُؤى مستقبلية، وطرح حلول للتحدِّيات المُتوقَّعة.
وتوافُقاً مع هدف المهرجان المُتمثِّل بإحياء التراث الصحراوي، يجري عادةً تصميم بيئة المهرجان لتكون مُشابهة لقرية صحراوية، وإعداد موقع العروض في بيئة طبيعية تحت سماء مفتوحة، مُحاطاً بالوديان، والكُثبان الرملية، والخِيام، بالإضافة إلى استخدام العناصر الجمالية المُتنوِّعة؛ لمَنح الحضور تجربة واقعية مُستَوحاة من الحياة البدوية القديمة، وتزويد مواقع العروض بالأدوات والتقنيات الحديثة من الأنظمة الصوتية والضوئية؛ لضمان تقديم العروض بأعلى جودة مُمكِنة.
يتضمَّن مهرجان الشارقة الصحراوي مجموعة مُتنوِّعة من الفعاليات التي تهدف إلى تبادُل المعارف والرُّؤى، وتعزيز التواصل بين المشاركين والزُّوّار، ومنها إقامة مُسامَرات فكرية تُوفِّر فرصة الحِوار الثقافي والفنّي بين الحضور.
وبهدف رفع مستوى الفنون المسرحية، يجري تنظيم حِوارات نقدية خلال فترة المهرجان، وتُركِّز هذه الحِوارات على تقييم العروض من جوانبها الفنّية كافَّة، ومناقشة المواضيع التي تناولتها، بالإضافة إلى تقنيات الأداء المُستخدَمة.
وترتكز عُروض مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي على استخدام الشِّعر، والأداء، والحكاية، وغيرها من الأساليب التي تعكس التراث الفنّي والثقافي للصحراء في مختلف أنحاء الوطن العربي.
وتُجسِّد بعض أعمال المهرجان أيضاً الحياة البدوية بتفاصيلها، وتُسلِّط الضوء على القِيَم المُرتبطة بالثقافة العربية، والبدوية تحديداً، مثل: الشجاعة، والكرم، وتحمل العديد من الحِكَم والعِبَر؛ ممّا يجعل المهرجان فرصة للتعلُّم، والاستفادة، دون الاقتصار على الترفيه فقط.
ويُتيح المهرجان المشاركة وتقديم العُروض للفنّانين المسرحيِّين، والفِرَق المسرحيَّة من الدُّول العربية كافَّة، وهذا ما يمنح المهرجان تنوُّعاً غنيّاً من التجارب المسرحية، ويُعزِّز تبادل الثقافات، وتقوية الروابط الثقافية والفنِّية بين الدُّول العربية.
وختاماً، يعكس مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي رؤية إمارة الشارقة في تعزيز الفنون والثقافة العربية، وجهودها المُستمِرَّة في دعم الأعمال المسرحية على المستوَيَين؛ المحلّي، والدولي؛ ممّا جعلها مركزاً ثقافيّاً عالَميّاً، وإحدى الوجهات السياحية العربية الرائدة للجميع، وللمُهتَمّين بالفنون والثقافة تحديداً.