جار التحميل...
لتعرض بعد ذلك النتائج على صفحات خاصة تُسمى صفحات نتائج محرك البحث، والتي قد تعرض مجموعة متنوعة من المحتوى، بما في ذلك صفحات الويب، والصور، ومقاطع الفيديو، وأنواع الملفات الأخرى، وفيما يأتي أبرز أنواع محركات البحث المصنّفة على أساس آلية جمع المعلومات وفهرستها وطريقة عرض النتائج.
محركات البحث القائمة على الزواحف
تعتمد محركات البحث القائمة على الزواحف" Crawler-based search engines" بشكل أساسي على برامج آلية، تُسمى الزواحف أو العناكب لاستكشاف صفحات الويب، حيثُ تمسح هذه البرامج الروابط المختلفة للمواقع الإلكترونية، وتجمع المعلومات عنها، ثم تفهرس هذه المعلومات لاستخدامها في نتائج البحث.
تبدأ العملية عادةً بقائمة من عناوين URL الأولية، ومن ثم تقرأ الزواحف محتوى الصفحات، وتَتبَّع الروابط الموجودة فيها للوصول إلى صفحات جديدة، وتتكرر هذه العملية بشكل دوري؛ للتأكد من تحديث المعلومات المفهرسة، وإضافة أي محتوى جديد.
تتميّز محركات البحث القائمة على الزواحف بعدة مزايا جعلتها الأكثر استخداماً، فهي سهلة الاستخدام للغاية، مما يجعلها في متناول جميع المستخدمين، بغض النظر عن مستوى خبرتهم التقنية، كما أنَّها تحتوي على كم هائل من صفحات الويب المفهرسة، مما يوفر نتائج بحث دقيقة وشاملة تغطي مجموعة واسعة من المواضيع والمجالات.
من أبرز الأمثلة على محركات البحث القائمة على الزواحف "Google" و"Bing"، حيثُ تستخدم هذه المحركات عناكب نشطة للغاية على الإنترنت، مثل Googlebot" من "Google".
محركات البحث البشرية
محركات البحث البشرية "Human-powered Directories" هي نوع مهم من أدوات البحث على الإنترنت، حيث تعتمد بشكل أساسي على المدخلات البشرية لتنظيم وفهرسة المواقع الإلكترونية.
تختلف هذه المحركات عن نظيراتها المعتمدة على الزواحف في أنَّها لا تستخدم برامج آلية لمسح المواقع، بل تعتمد على محرِّرين بشريين لإنشاء وصيانة أدلة الويب، حيثُ تبدأ العملية بتقديم أصحاب المواقع وصفاً موجزاً لمواقعهم إلى الدليل، مرفقاً بالفئة التي يرون أنَّها مناسبة لتصنيف الموقع، ثم يراجع فريق تحرير بشري الموقع المقدم يدوياً، حيثُ يُقرَّر إما الموافقة على إدراجه في الفئة المناسبة أو رفضه.
تتميّز محركات البحث البشرية بعدة مزايا، منها سرعة البحث نظراً لقلة عدد النتائج مقارنة بمحركات البحث الآلية، كما أنَّ المراجعة البشرية لكل صفحة تضمن مستوى أعلى من الأمان في نتائج البحث، ومع ذلك فإنَّ هذه الطريقة في جمع البيانات قد تكون عرضة للأخطاء، بما في ذلك الأوصاف غير الدقيقة للمواقع، والأخطاء الإملائية في الكلمات المفتاحية، وإغفال بعض المعلومات المهمة.
على الرغم من المزايا التي تتمتع بها محركات البحث المعتمدة على البشر، إلا أنَّ استخدامها قد تراجع بشكل كبير مع تطور محركات البحث الآلية، فقد أدى ظهور وتطور محركات البحث المعتمدة على الزواحف مثل Google إلى إزاحة العديد من الأدلة البشرية من شبكة الويب، نظراً لقدرة الزواحف على تغطية مساحة أكبر من الإنترنت بسرعة وكفاءة أعلى.
ويُعد "DMOZ" من محركات البحث البشرية كانت رائدة في مجالها، المعروف رسمياً باسم "مشروع الدليل المفتوح Open Directory Project"، غير أنَّه أُغلِق نهائياً في مارس 2017، مُسدلاً الستار على حقبة مهمة في تاريخ الفهرسة البشرية للإنترنت.
محركات البحث الهجينة: الجمع بين الفهرسة الآلية واليدوية
تعد محركات البحث الهجينة "Hybrid Search Engines" نوعاً مميزاً من محركات البحث التي تجمع بين أسلوبين مختلفين في فهرسة المواقع وعرضها في نتائج البحث، حيثُ تعتمد على كل من الفهرسة القائمة على الزواحف والفهرسة اليدوية، وبهذا الأسلوب تستفيد من مزايا كلا النوعين لتقديم نتائج بحث أكثر شمولية ودقة للمستخدمين، فهي تمزج بين الكفاءة التقنية للزواحف، والدقة التي يوفرها التدخل البشري في عملية الفهرسة، مما يؤدي إلى تحسين جودة النتائج المقدمة للمستخدمين.
تتميز هذه المحركات بقدرتها على إجراء تصفية يدوية لنتائج البحث، لإزالة المواقع المنسوخة أو المزعجة، مما يضمن تقديم محتوى أصلي وذي قيمة للمستخدمين، وعند تحديد موقع ما على أنه يمارس أنشطة مزعجة، يُطلب من مالك الموقع اتّخاذ إجراءات تصحيحية وإعادة تقديم الموقع إلى محركات البحث، ثمَّ يراجع الخبراء الموقع يدوياً قبل إدراجه مرة أخرى في نتائج البحث.
فعلى الرغم من أنَّ الزواحف تتحكم في معظم العمليات، إلا أنَّ هناك رقابة بشرية تضمن عرض نتائج البحث بشكل طبيعي وموثوق، مما يحقق التوازن بين السرعة والدقة في تقديم المعلومات للمستخدمين.
ويُعد محرك البحث "Yahoo" مثالاً بارزاً على محركات البحث الهجينة.
محرك البحث ميتا: محرك البحث الشامل
محرك البحث الشامل "Meta Search Engine"، المعروف أيضاً باسم المجمع، هو أداة بحث متطورة ترسل استعلامات المستخدم إلى العديد من محركات البحث في آن واحد، ثم تجمّع النتائج في قائمة رئيسية واحدة، أو تصنّفها حسب مصدرها الأصلي، ظهرت هذه التقنية في بداية التسعينيات مع مشروع SearchSavvy، ثمَّ تطورت مع ظهور "MetaCrawler" في عام 1995، ومنذ ذلك الحين تطورت محركات البحث الشاملة لتلبي احتياجات المستخدمين المتزايدة.
تتمتع محركات البحث الشاملة بعدة مزايا جذابة للمستخدمين، فهي توفر قاعدة معرفية واسعة؛ نظراً لاستخدامها محركات بحث متعددة، كما أنها تقلل من خطر فقدان معلومات مهمة، قد لا تظهر بشكل بارز في محرك بحث واحد، إضافة إلى توفير الوقت للمستخدمين لعدم الحاجة للبحث في محركات متعددة، كما تقدم خيارات خصوصية إضافية، مثل إخفاء عنوان IP المستخدم عن محركات البحث الأخرى.
رغم فوائدها تواجه محركات البحث الشاملة بعض التحديات، فهي أقل تطوراً من محركات البحث الكبيرة، مما يجعلها أقل قدرة على فهم طلبات البحث المعقدة، كما أنَّها قد تعرض نتائج أقل مقارنة بمحركات البحث العادية، إضافة إلى ذلك فإن الإعلانات المدفوعة غالباً ما تظهر في مقدمة النتائج، مما قد يؤثر في جودة البحث.
هناك العديد من محركات البحث الشاملة المتاحة للمستخدمين، كل منها يقدم مزايا فريدة، فمثلاً يوفر "Dogpile" تجميعاً للنتائج من جميع محركات البحث الرئيسية، أما "Polymeta" فهو محرك بحث شامل ذكي، يمكنه التعرف إلى اللغة العامية، ويستخدم خوارزمية لتنظيم النتائج، في حين يقدم "SearchSalad" مزيجاً من نتائج محركات البحث ومعلومات من مواقع المراجعات الرئيسية.
المراجع
[1] webomindapps.com, What Are Different Types of Search Engines - A Complete Guide
[2] wordstream.com, Meta Search Engine: What Is a Meta Search Engine?
[3] webnots.com, What are Different Types of Search Engines?
[4] sciencedirect.com, Search engines
[5] getguru.com, What is a Search Engine? From Basics to AI Enhancements