جار التحميل...
وتُعرف فيروسات الحاسوب (Computer Viruses) بأنّها نوع من البرامج الضارّة التي تُرفَق من خلال برامج ومُستَنداتٍ أخرى، بحيث يُمكنها نسخ نفسها، والانتشار على جهاز الحاسوب مُسبِّبةً تلف البيانات المُخزَّنة فيه، وإبطاء سرعة نظام التشغيل، وغيرها من الأضرار والمشكلات؛ فعلى سبيل المثال، يُمكن أن تصل إلى البريد الإلكتروني رسالة إلكترونية مُضلّلة تحتوي على مُرفَقٍ ضارّ، وبعد فتح هذا الملفّ المُرفَق، يجري تحميل الفيروس على جهاز الحاسوب، وتشغيله تلقائيّاً دون علم المُستخدِم، ممّا يُلحق الضرر بنظام التشغيل.
ومن العلامات المهمة التي تُشير إلى وجود فيروسات في جهاز الحاسوب، أنَّه يُصبح بطيئاً بشكلٍ ملحوظ، وتظهر فيه برامج غير مألوفة لم يُثبِّتها المُستَخدِم من قبل، بالإضافة إلى حدوث الأعطال المفاجئة والمُتكرّرة.
نذكر من أنواع فيروسات الحاسوب ما يأتي:
تستهدف فيروسات الماكرو (Macro Viruses) عادة ملفّات برامج مايكروسوفت أوفيس تحديداً، مثل برنامج الوورد (Word)، وإكسل (Excel)، لكنَّها تطوّرت مع مرور الوقت، وأصبحت تؤثّر في أنواع التطبيقات والملفّات وأنظمة التشغيل جميعها، ومن أكثر الطرق التي تصل بها إلى جهاز الحاسوب النَّقر على الروابط الضارّة المُرفَقة برسائل التصيُّد الاحتيالي عبر البريد الإلكتروني، بالإضافة إلى النقر على الروابط الضارّة المُتضمَّنة في الإعلانات على مواقع الويب غير الموثوقة.
ويُسبّب وجود أحد ملفّات أو تطبيقات فيروس الماكرو على جهاز الحاسوب عدم الاستجابة الفعّالة لبعض الأوامر في الملفات النصية، مثل إدراج النصوص، أو حذف الصور، كما يُمكن أن يُؤدّي إلى تدمير البيانات المُخزَّنة في الملفّات، أو مسحها، وإنشاء ملفّات جديدة، أو حتى الوصول إلى حسابات البريد الإلكتروني الموجودة على الجهاز.
ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع من الفيروسات فيروس هانسيتور (Hancitor virus) الذي انتشر عام 2014؛ وهو فايروس يجري إرفاقه عبر ملفّات برنامج الوورد، وإرساله عبر البريد الإلكتروني، والهدف منه تحميل فيروسات أخرى ضارّة على الجهاز المُصاب، مثل فيروسات طروادة البنوك التي تهدف إلى سرقة المعلومات البنكية، أو تحميل فيروسات الفدية التي تعمل على تشفير ملفّات الجهاز المُصاب والمطالبة بفدية لفكّ تشفير هذه الملفّات.
يُعَدّ فيروس الكتابة الفوقية (Overwrite Virus) من فيروسات الحاسوب الضارّة كثيراً؛ إذ يحذف بيانات الملفّات الموجودة على الجهاز، وينسخ شيفرته (برمجيّاته) عليها، ممّا يؤدي إلى إلحاق الضرر بها جزئياً، أو حتى تدميرها بالكامل.
ومن الأضرار الأخرى التي قد تُسبّبها فيروسات الكتابة الفوقية حذف البيانات أو إخفاؤها من ذاكرة الجهاز نهائيّاً بحيث لا يُمكن استعادتها، بالإضافة إلى سرقة البيانات، والوصول إلى ملفّات تشغيل النظام، والبرامج الأخرى المُثبَّتة على الحاسوب، والتأثير في وظائفها، وتدميرها.
ومن الأمثلة على هذا النوع من الفيروسات فيروس (Grog.202/456 Virus) الذي يستهدف الملفّات ذات الامتداد (com.)، ويحذفها، ويُنشئ ملفّات جديدة عشوائية ضارّة بدلاً منها.
يُمكن أن تُصيب فيروسات البرمجة النصّية للويب (Web Scripting Virus) أجهزة الحاسوب أثناء تصفُّح صفحات الويب، وخاصّة مواقع التواصل الاجتماعي؛ من خلال النقر على الإعلانات المُضمَّنة في هذه الصفحات، أو مقاطع الفيديو والصور، كما يمكنها الانتشار من خلال إرسالها عبر مُرفَقات البريد الإلكتروني.
وتُلحِق فيروسات البرمجة النصّية للويب الضرر بملفّات جهاز الحاسوب وبرامجه؛ من خلال تغيير إعدادات مُتصفّح الإنترنت، وسطح المكتب، بالإضافة إلى تأخير فتح البرامج، وتقليل أداء جهاز الحاسوب، وإبطاء سرعته، وتكرار الإغلاقات المفاجئة للجهاز.
ومن الأمثلة على هذا النوع من الفيروسات فيروس حشرة الحُبّ (Love Bug Virus) الذي يُرفَق عبر مُستنَدات صفحات الويب، أو عبر مُرفَقات البريد الإلكتروني، بحيث يعرض نَصّاً جَذّاباً بعنوان "أنا أحبّك"، وعند النقر عليه، يجري تحميل الفيروس.
لا يُمكن الكشف بسهولة عن فيروس حشو الفراغ (Spacefiller Virus)؛ بسبب أسلوب التمويه المُعقَّد الذي يتَّبِعه؛ إذ يبحث عن المساحات الفارغة في البرنامج، ثمّ يُضيف شيفرته الخاصّة في هذه الفراغات، بحيث لا يُحدِث أيّ تغير في حجم البرنامج المُصاب، ممّا يجعل من الصعب اكتشافه، كما يُلحق الضرر بنظام بايوس (Bios) الخاصّ بجهاز الحاسوب، ومن الأمثلة الشهيرة عليه فيروس ليهاي (Lehigh Virus).
مع ازدياد الاعتماد على جهاز الحاسوب في إجراء المعاملات المصرفية، والتسوُّق، والتواصل، والعمل، وغيرها الكثير، وَجَب اتِّباع بعض الخطوات المهمة لحمايته من الفيروسات الضارّة، ومنها ما يأتي:
يُعَدّ استخدام برامج مكافحة الفيروسات والبرامج الضارّة حلّاً سهلاً وجيّداً لتوفير الحماية لجهاز الحاسوب، وتتوفّر هذه البرامج بإصداراتٍ مجّانية، وأخرى مدفوعة مع مَيّزات حماية إضافية.
ويعتمد مبدأ عمل برامج مكافحة الفيروسات على فحص أيّ برنامج أو ملفّ يُراد تحميله على جهاز الحاسوب من المصادر المختلفة، وبعد ذلك تحديد ما إذا كان هذا البرنامج أو الملفّ ضارّاً أم لا.
وتجدر الإشارة إلى أنّه لا بُدّ من تحديث هذه البرامج دوريّاً لتواكب تطوّرات الفيروسات وتتمكّن من كشفها بسهولة؛ إذ تُكتَشف العديد من الفيروسات الجديدة كلّ يوم، ويجب إضافتها إلى قائمة المحظورات الموجودة في برامج المكافحة.
استخدام البريد الإلكتروني من أقدم أساليب قراصنة الإنترنت لنشر الفيروسات، لذا يجب دائماً التحقُّق من مُرفَقات البريد الإلكتروني؛ باستخدام برامج مكافحة الفيروسات قبل النَّقر عليها، أو تحميلها، حتى وإن كانت هذه المُرفَقات من عنواين الأصدقاء والمعارف؛ إذ إنّ بعض أنواع الفيروسات الموجودة على الأجهزة المُصابة تستخدم قائمة عناوين البريد الإلكتروني الموجودة على الجهاز؛ لإرسال المُرفَقات الضارّة لأصحاب هذه العناوين دون عِلم المُستخدِم.
ويُوفّر بعض مُزوِّدي خدمة البريد الإلكتروني نوعاً من الحماية التلقائية ضدّ الفيروسات؛ من خلال فحص مُرفَقات البريد الوارد للبحث عن الفيروسات، وإرسال تحذير -إن وُجِدت-، ومثال ذلك مُزوِّد خدمة البريد الإلكتروني جيميل (Gmail).
يُنصَح بالابتعاد عن تصفُّح المواقع الإلكترونية المشبوهة، أو استخدامها لتحميل البرامج والملفّات، ومن المهمّ أيضاً عدم استخدام شبكات الواي فاي المجّانية التي لا تستخدم أيّ تشفير أو كلمة مرور.
يجب تحديث نظام تشغيل جهاز الحاسوب باستمرار، وكذلك البرامج المُثبَّتة عليه جميعها دوريّاً، والتأكُّد من استخدام آخر نسخة منها؛ لأنّ هذه التحديثات تتضمّن تصحيحات وحلولاً للثَّغرات الأمنيّة في النُّسخ القديمة، والتي يُمكن أن تكون وسيلةً لدخول الفيروسات إلى الجهاز.
وفي نهاية المطاف، يجدر التنويه إلى أنّه على الرغم من عدم وجود وسيلة حماية مضمونة 100% ضدّ فيروسات الحاسوب، إلّا أنّ اتِّباع سُبُل الوقاية والطُرق المذكورة في الأعلى من شأنها زيادة نسبة الأمان والحماية، كما يُنصَح بالاحتفاظ بنُسَخ احتياطية للملفّات والبيانات المهمة في مكان آمِن، مثل استخدام إحدى خدمات النَّسخ الاحتياطي عن بُعد؛ للحفاظ عليها من أيّ ضرر عند تعرُّض جهاز الحاسوب للفيروسات.