جار التحميل...
وعلى الرغم من أنّ قَطع السكَّريات المُضافة تماماً يُعَدّ أمراً صِحِّياً، فإنّ قَطع السكَّر بالكامل لا يُعَدّ كذلك؛ إذ قد يؤدّي إلى إزالة بعض الأطعمة الصحِّية من النظام الغذائي، ورغم أنّ اتِّخاذ قرار قَطع السكَّر المُضاف ليس سهلاً، فإنَّه يُوفِّر فوائد صِحِّية عديدة، ومن أهمّها ما يأتي:
السكَّريات نوع من أنواع الكربوهيدرات التي تُزوِّد الجسم بالسُّعرات الحرارية، وبما أنّ الإفراط في تناول الأطعمة ذات المحتوى العالي من السكَّر، وخاصَّة المشروبات المُحلّاة، أمر سهل، فإنَّه سيُؤدّي إلى زيادة كمِّية السُّعرات الحرارية كثيراً؛ لتُخزَّن الكمّيات الزائدة عن حاجة الجسم على شكل دُهون؛ ممّا يؤدّي إلى زيادة الوزن والسُّمنة، وخاصَّة مع عدم ممارسة التمارين الرياضية.
وتُسهِم الأنظمة الغذائية الغنيّة بالسكَّر أيضاً في زيادة الدُّهون الحَشَوية تحديداً، وهي التي تتجمَّع حول الأعضاء في منطقة البطن، وترتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض المُزمِنة، بالإضافة إلى أنّ السكَّريات تُهضَم بسرعة كبيرة داخل الجسم؛ ممّا يزيد الشعور بالجوع، واحتمالية زيادة عدد الوجبات، أو كمّياتها، ومن ثَمَّ زيادة الوزن.
من الفوائد الفورية لقَطع السكَّر زيادة مستوى النشاط؛ ويرجع ذلك إلى تقليل تقلُّبات مستوى السكَّر الكبيرة في الدم؛ فرغم أنّ السكَّر قد يوفِّر دفعة أوّلية من الطاقة، فإنَّه يتبعه انخفاض كبير في مستوى الغلوكوز؛ ممّا يؤدّي إلى الشعور بالتعب والخمول، بينما قد يُسهم اعتماد الأطعمة التي تحتوي على سُكَّريات طبيعية وألياف، مثل الفواكه، في تزويد الجسم بالطاقة لمُدَّة أطول وأكثر ثباتاً.
يُسهِم تقليل استهلاك السكَّر في تحسين صِحَّة البشرة، وتعزيز نضارتها؛ إذ قد يُحدِث النظام الغذائي الغني بالسكَّر خللاً في الهرمونات يزيد احتمالية ظهور مشكلات في البشرة، مثل حَبّ الشباب، إلى جانب الإضرار بالكولاجين الضروري للحفاظ على صِحَّة البشرة؛ ممّا يُظهِرها أكثر تقدُّماً في العُمر.
يساعد قَطع السكَّر المُضاف في إبطاء تسوُّس الأسنان أو إيقافه؛ إذ تتغذّى البكتيريا الموجودة في الفم على السكَّريات بوصفها مصدرها الأساسيّ للغذاء، فتُنتج الأحماض التي تُسبِّب تآكُل الطبقة الخارجية الحامية للأسنان، ومن ثَمّ حدوث تسوُّس الأسنان، إلى جانب احتمالية الإصابة بالتهاب اللثة وأمراضها، مثل التهاب دواعم السنّ، وخاصَّة عند عدم الاهتمام بتنظيف الأسنان والفم.
يؤثِّر تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكَّر سلباً في تنظيم مستويات السكَّر في الدم؛ فالإفراط في استهلاك السكَّر لفترات طويلة يؤدّي إلى الإصابة بمُقاوَمة الأنسولين التي تحدث عندما تُصبح خلايا الجسم أقلّ استجابة لهُرمون الأنسولين المسؤول عن تنظيم السكَّر في الدم.
ويؤدّي ذلك إلى ارتفاع مستويات السكَّر في الدم؛ ممّا يزيد خطر الإصابة بمرض السكَّري من النوع الثاني، وفي بعض الحالات المُتطوِّرة، قد يُتلف ارتفاع مستويات السكَّر والأنسولين في الدم الخلايا أيضاً؛ ممّا يزيد خطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل تكيُّس المبايض.
توصي جمعية القلب الأمريكية (AHA) بتقليل تناول السكَّر المُضاف كثيراً؛ للسيطرة على انتشار السُّمنة وأمراض القلب؛ فالأنظمة الغذائية التي تحتوي على أكثر من 20% من إجمالي السُّعرات الحرارية من السكَّريات المُضافة ترتبط بمُستوَيات عالية من الدهون الثلاثية التي تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، وتقليل استهلاك السكَّريات يُسهِم أيضاً في الحفاظ على المُستوَيات الطبيعية لضغط الدم والكوليسترول؛ ممّا قد يُقلِّل أيضاً من أمراض القلب.
وختاماً، يُنصَح بقَطع السكَّر المُضاف من النظام الغذائي، أو تقليله على الأقلّ؛ فلا ينبغي تجاوز استهلاك تسع ملاعق صغيرة من السكَّر يومياً (36 غراماً) للرجال، أمّا النساء، فلا ينبغي أن يستهلكنَ أكثر من ستّ ملاعق صغيرة يوميّاً (25 غراماً) في الحَدّ الأقصى؛ للحفاظ على صِحَّة الجسم، وتقليل الأضرار الناتجة عن الإفراط في تناول السكَّر.
المراجع
[1] health.com, 7 Health Benefits Of Cutting Out Sugar
[2] webmd.com, What Happens When You Cut Out Added Sugar?
[3] healthline.com, 30-Day No Sugar Challenge: Benefits, What to Expect, and More
[4] betterhealth.vic.gov, Sugar - Better Health Channel
[5] healthdirect.gov, Sugar - natural, added, health risks, cutting intake, substitutes