جار التحميل...
وتتميَّز السيارات ذاتية القيادة بإيجابيات عِدَّة غيَّرت واقع النقل، وأهمّها ما يأتي:
يُعَدّ سلوك السائق أحد العوامل المُهِمَّة في الحفاظ على سلامة عناصر المرور، بما فيها السائق نفسه، والمُشاة، والمُنشَآت من حوله، وقد يرتكب السائق البشري أخطاء فردية بغير قصد تتسبّب في الحوادث المرورية، وهو أمر تتفاداه أنظمة القيادة الذاتية التي تعتمد على مُستشعِرات واسعة المدى بزاوية 360 درجة؛ لمراقبة الطريق، والتحذير من النقاط العمياء.
بالإضافة إلى توفُّر الكاميرات، وأجهزة الرادار، التي تمنع التجاوز الخاطئ، والوقوف المفاجئ، وتضمن الالتزام بسُرعة الطريق، وتجنُّب السُّرعة زائدة، ومنح الأولوية لسلامة المُشاة.
إلى جانب قدرة السيارات ذاتية القيادة في الردّ الآلي على المكالمات، والرسائل، والبريد الإلكتروني، ومعالجة البيانات بدِقَّة وسُرعة عالية دون التأثير في القيادة، والتنبُّؤ بالممارسات الصحِّية الواجب اتِّخاذها عند حدوث أيّ طارئ في الطريق؛ استناداً إلى خوارزميات الذكاء الصناعي، وغيرها من أنماط القيادة الذكية وتقنياتها التي تحفظ الأرواح، وتضمن السلامة العامَّة.
ينتج عن حركة السيارات التقليدية، وأنماط القيادة التي يتبعها بعض السائقين، ازدحام مروري خانق يتطلَّب وقتاً وجُهداً كبيرَين لإيصال الركّاب إلى وجهاتهم، ويستهلك المزيد من وقود المركبات، في حين أنّ السيارات ذاتية القيادة تعمل بنظام (V2V)؛ أي "Vehicle-to-Vehicle"؛ وهو نظام اتِّصال افتراضي؛ للاتِّصال والتنسيق المُستمِرّ بين المركبات ذاتية القيادة؛ إذ يجري فيه تبادل البيانات بين أنظمة التشغيل الخاصَّة بهذه السيارات عبر مِنصّات افتراضية مرتبطة معاً.
وهذا الاتصال الافتراضي، يُسهِم في سَير المركبات ذاتية القيادة بانسجام بعضها قُرب بعض دون أخطاء، وبسُرعات مثالية، ومَسارات أكثر انضباطاً، كما لو أنَّها تسير بموكب واحد يتعاون لتحقيق هدف مُشترَك اعتماداً على حركة المرور، وهذا كلُّه يُقلِّل الازدحام المروري، ويُسهِم في توزيع مساحة الطريق توزيعاً أفضل وأكثر كفاءة.
تُوفِّر السيارة ذاتية القيادة الوقت على السائق والراكب معاً؛ بالوصول إلى الوجهة المقصودة بأفضل المسارات، وبعيداً عن الازدحام المروري، إلى جانب شعور السائق براحة نفسية أكبر في المركبات ذاتية القيادة؛ لأنّ نسبة الأخطاء المرورية والحوادث فيها مُتدنِّية، أو تكاد تكون معدومة.
ويبذل السائق في السيارات ذاتية القيادة جُهداً أقلّ؛ بمساعدة أنظمة القيادة التي تُعينه خلال الرحلة، بحسب مستوى السيارة، والأنظمة المُتاحة فيها؛ إذ يُمكن للسائق الحصول على استراحة، بينما يُكمل النظام الآلي القيادة عنه، ويوصله إلى وجهته.
تعتمد السيارات ذاتية القيادة على الكهرباء في عملها عِوضاً عن استخدام الوقود، وهي تُقلِّل بذلك نسبة الانبعاثات الناتجة عن احتراقه، إلى جانب توليد بعضها الطاقة الكهربائية من مصادر مُتجدِّدة؛ كالطاقة الشمسية؛ ممّا يحُدّ من القلق الناتج عن كيفية عملها، وتأثيرها البيئي على المدى الطويل.
قد لا يتمكَّن أشخاص كثيرون من قيادة المركبات التقليدية لظروف صِحِّية مُعيَّنة، بما فيهم كِبار السنّ، وذوو الإعاقة ممَّن يُعانون صعوبات حركية أو بصرية، إلّا أنّ السيارات ذاتية القيادة تُمكِّن هذه الفئات وغيرها من خوض تجربة القيادة المُستقِلَّة والحُرَّة بأمان دون الحاجة إلى بذل مجهود كبير؛ باستخدام نظام القيادة الآلي في المركبة.
وختاماً، على الرغم من إيجابيات السيارات ذاتية القيادة، والثورة العظيمة التي تقودها في عالم النقل، فإنَّها بحاجة إلى المزيد من الاختبارات والدراسات؛ لتجاوز سلبياتها المختلفة؛ كالمخاوف المُتعلِّقة بأمن البيانات، والخشية من حدوث أعطال تقنيَّة تُؤدّي إلى حوادث غير مُتوقَّعة، وتراجُع مهارات السائقين؛ نتيجة الاعتماد الكُلّي على الآلة، وخسارة عدد كبير منهم وظائفهم التي ترتبط بخدمات النقل والتوصيل.
المراجع
[1] swarco.com, Autonomous Driving: Pros & Cons
[2] simplyfleet.app, 7 Benefits of Self-Driving Cars You Should Now Ignore
[3] autosinnovate.org, BENEFITS OF AUTOMATED VEHICLE
[4] drivetech.co.uk, Are Self Driving Cars Safe? The Advantages Disadvantages
[5] uaecabinet.ae, مجلس الوزراء يعتمد ترخيص اختبار تقنيات المركبات ذاتية القيادة في الإمارات من خلال مختبر التشريعات