جار التحميل...
ومن هنا، تأتي أهمّية التنظيف الدوريّ للألواح الشمسية؛ إذ إنّ تراكم الغبار والأوساخ وفضلات الطيور عليها يُقلِّل وصول أشعَّة الشمس إليها، فتقِلّ كفاءتها في امتصاص هذه الأشعَّة وتحويلها إلى كهرباء، علاوةً على أنّ الأتربة والأوساخ قد تتسبَّب في خدوش على سطوح الألواح؛ ممّا يتطلَّب تكاليف إضافية؛ لصيانتها، وإصلاحها.
في ما يأتي خطوات تنظيف الألواح الشمسية؛ لضمان الحفاظ على كفاءتها:
لا بُدّ من إيقاف تشغيل النِّظام قبل الشُّروع بتنظيف الألواح الشمسيَّة؛ بفصل مفتاح القاطع؛ لتجنُّب خطر الصَّعق الكهربائيّ، والحرص على الالتزام بتعليمات الشركة المُصنِّعة، والتحقُّق من ثبات الألواح والأسلاك وعدم وجود كسور في الزجاج للسبب نفسه، والاستعانة بمُتخصِّص عند وجود أيّ ضرر؛ لإصلاحه.
وينبغي الحرص أيضاً على استخدام مُعدّات آمِنة، واتِّخاذ إجراءات السلامة؛ لتجنُّب حوادث السقوط أو الإصابات، ويشمل ذلك استخدام سلم قوي وطويل، ووضعه في مكان مناسب ومُستَوٍ، والتحقُّق من ثبات أرجله على الأرض، والاستعانة بمَن يُمسكه من الأسفل، وارتداء حذاء مُسطَّح وذي نِعال مَطّاطية؛ للحماية من الانزلاق.
يتعيَّن البدء بالتنظيف الجافّ؛ بإزالة الأوساخ الصلبة والكبيرة، وكشط فضلات الطيور؛ باستخدام قطعة قماش ناعمة وجافَّة، وإزالة أيّ فروع أو أوراق شجر؛ باستخدام منفاخ الأوراق، وكنس الغبار والأتربة؛ باستخدام فرشاة ناعمة، والحذر من استخدام أيّ أدوات خشنة أو قاسية، ومراعاة التنظيف بلطف؛ تجنُّباً لإحداث أيّ خدوش في زجاج الألواح الشمسية.
وينبغي الحذر من دفع الغبار وتركه في زوايا الألواح أو منطقة مُعيَّنة فيها دون التخلُّص منه كُلِّياً؛ إذ يؤدّي ذلك إلى تشكُّل ما يُعرَف بالنقاط الساخنة؛ نتيجة فرق درجات الحرارة بين الأجزاء النظيفة، والأخرى التي يتراكم الغبار عليها؛ ممّا يحول دون وصول أشعّة الشمس إلى الوحدات أسفل الألواح الزجاجيَّة في الأماكن التي تُوجَد فيها الغبار؛ فتقِلّ كفاءة إنتاج الطاقة الكهربائية في الألواح الشمسية.
قد تكون الخطوات السابقة كافية، لكن، إن كانت الألواح ما تزال مُتَّسِخة، فينبغي فرك الأوساخ عنها برفق دون ضغط؛ باستخدام إسفنجة أو فرشاة ناعمة مُبلَّلة بالماء والصابون، مع ضرورة ارتداء القفّازات ونظّارات الأمان؛ للحماية من أيّ رذاذ مُتطاير من موادّ التنظيف، ويُفضَّل استخدام سائل تنظيف الأطباق؛ لأنّ الموادّ الكيميائية القاسية قد تُلحِق الضرر بالألواح، وتُؤدّي إلى تلف في النظام.
تُشطَف الألواح باستخدام خرطوم ماء ذي ضغطٍ منخفض، مثل خراطيم الحدائق، حيث إنّ الرشاشات أو الخراطيم ذات الضغط والتدفق العالي للمياه قد تُحدِث شقوقاً دقيقةً على أسطح الألواح الشمسية وتُضعِف كفاءتها، كما يجب أن يكون الماء دافئاً، حيث إنّ الماء البارد جداً أو الساخن جداً قد يتسبب في تلف الألواح.
تُمسَح المياه باستخدام ممسحة زجاج مطّاطية؛ منعاً لتكوُّن أيّ بُقَع أو خطوط على الزجاج، ثمّ تُجفَّف الألواح باستخدام منشفة ناعمة وغير وَبَرية؛ للتخلُّص من أيّ بقايا للماء، ثمّ تُترَك الألواح لتجِفّ تماماً في الهواء، وبعد التحقُّق من جفافها تماماً، يُعاد تشغيل النِّظام، مع مراقبة الأداء، والتحقُّق من عمل النظام على النحو الأمثل.
تُعَدّ ساعات الصباح الباكر، أو بعد غروب الشمس، أو في الأيام الغائمة والباردة عُموماً، الوقت الأمثل لتنظيف الألواح الشمسية؛ تجنُّباً للإجهاد الحراريّ الذي قد يحدث نتيجة فرق درجات الحرارة بين سُطوح الألواح، والماء المُستخدَم في تنظيفها في الجوّ الحارّ؛ ممّا يُؤثِّر سلباً في كفاءة الألواح.
ينبغي تنظيف الألواح الشمسيّة مرَّة أو مرَّتَين على الأقلّ في العام الواحد، إلّا أنّ المُدَّة بين التنظيفات الدورية تختلف باختلاف المنطقة التي يتواجد فيها النِّظام، والمناخ السائد فيها.
فعلى سبيل المثال، تتطلَّب الألواح الشمسية في المناطق الجافَّة، مثل الصحارى، تنظيفاً شهرياً؛ بسبب التراكم المُستمِرّ للغبار والأتربة، بينما تتطلَّب الألواح في المناطق التي تتساقط فيها الأمطار بغزارة وقتاً أطول بين التنظيفات قد يصل إلى ستّة شهور؛ إذ تُنظِّف الأمطار الألواح طبيعيّاً، أمّا الأنظمة المُركَّبة في المناطق الصناعية، فتحتاج إلى التنظيف كلّ شهرَين إلى ثلاثة شهور.
وتحتاج الألواح المُركَّبة بصورة مُستَوية إلى دورات تنظيف أكثر مقارنة بالألواح المائلة؛ لأنّ الأسطُح المائلة تُقلِّل تراكُم الغبار والأوساخ.
وختاماً، يُفضَّل الاستعانة بالمُتخصِّصين إن كان نظام الألواح الشمسيَّة كبيراً أو مُعقَّداً، أو مُركَّباً في أماكن عالية أو مائلة بما يُهدِّد السلامة، إلى جانب الاستعانة بمتخصص بعد حدوث العواصف التي قد تؤثر سلباً على الألواح، أو عند ملاحظة انخفاض ملحوظ وملموس في إنتاج النِّظام للطاقة.
المراجع