ومما لا شك فيه فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تولي جهوداً حثيثة لتحقيق استدامة القطاع الزراعي في الدولة، حيث تقع في حزام المناطق الجافة، وتشكل البيئة الصحراوية أكثر من ثلاثة أرباع المساحة الكلية للدولة، وتتسم بيئتها بقلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وكلها عوامل كان لها تأثير واضح على القطاع الزراعي والثروة الحيوانية في الدولة.
إن ما نراه ونسمعه في إمارتنا الباسمة من جهود مخلصة وذلك من خلال الاهتمام الكبير في استغلال الأراضي في الزراعة والدليل واضح في مساعي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والذي يسعى جاهداً إلى إنجاح مشروعات الأمن الغذائي في الإمارة وبشكل متواصل دون انقطاع وذلك بهدف توفير الاحتياجات الغذائية للوصول إلى تحقيق الأمن الغذائي، ورفع معدلات الإنتاج التي تضمن إيفاء استهلاك الكميات اللازمة لتغطية حاجات مدن ومناطق الشارقة.
وما نراه اليوم في مزرعة القمح في منطقة مليحة خير شاهد على اهتمام سموه في هذه المشاريع الزراعية، وتكمن أهمية هذه المشروعات في المتغيرات التي يشهدها العالم في القطاع الزراعي الهام، والذي قد يؤثر على توافر المواد الغذائية.
هذه الجهود التي بذلها سموه كانت لها صدى طيب وايجابي فمنذ أيام أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، البرنامج الوطني "ازرع الإمارات"، الذي يصاحبه إنشاء المركز الزراعي الوطني، وهي مبادرة تأتي تأكيداً على رؤية قيادة الإمارات التي تضع ضمن أولوياتها تسريع الجهود الداعمة لتنمية القطاع الزراعي، والارتقاء بمعدلات الأمن الغذائي المستدام، وذلك لتعزيز جهود تحقيق المستهدفات الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051.
إن الفائدة المرجوة من البرنامج الوطني "ازرع في الإمارات"، تعد فائدة كبيرة تسهم في تعزيز الشراكة المثمرة بين القطاعين العام والخاص وهو القطاع الحيوي، إلى جانب نشر الوعي وتحفيز أفراد المجتمع على الممارسات الداعمة للحفاظ على استدامة البيئة، ودعم الجهود التي تبذلها الدولة في دعم وتمكين "المزارع الإماراتي"، وتعزيز دور المزارعين في استدامة القطاع الزراعي للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي الوطني، ومن هذه الإسهامات التي تبذلها حكومتنا الرشيدة وتشجع بها أفراد الشعب اقترح إنشاء مزرعة فوق كل بيت مستعينة بالطرق الحديثة وهي الزراعة المائية والتي لا تحتاج إلى تربات زراعية، مستخدمة ألية تشغيل هذه الزراعة بالطاقة الشمسية، وهذا الأمر يحتاج دعم وتشجيع حكومي ومبادرة من الأسر انفسهم في المساهمة، هذه الفكرة ستساهم بلا شك في توزيع المهام بين الأسرة وسوف تزيد الروابط الأسرية، وستساهم أيضاً في الحصول على منتجات زراعية أمنة إلى جانب ستشغل وقت فراغ أفراد الأسر بما يفيدهم.