منذ أيام وأنا أحاول التواصل مع أحد المعلمين الزملاء، لكنه على مدار اليوم مشغولاً ومضغوطاً.
وأخيراً جلست معه وسألته أين أنت؟ قال أنا في الحياة موجوداً، أعمل بشكل مستمر في الصباح بالمدرسة، وتصل حصصي التعليمية إلى 30 حصة أسبوعياً.
ويبدأ نصف يومي في المنزل بين تحضير وتجهيز متطلبات خاصة بملفي وتقييم عملي، ودون أن أشعر تغفو عيني وأنا على لوحة المفاتيح.
نعم أنا في الحياة، تلك الحياة التي من خلالها أصنع حياة علمية وتربوية لجيل يحمل بداخله الوطن، جيل نمضي بوقتنا وجهدنا وساعات راحاتنا وصحتنا لأجل الوطن والأمة.
نعم أنا من يشعل دروب المستقبل، أنا من يرعى أبناءه وأبناء الغد على مدار الساعة دون ملل ولا كلل، أنا من يعمل أضعاف الكثير من الوظائف، وأتعجب من نفسي، ولكن ربي يمنحني القوة والصبر والمثابرة، كي أحقق أهداف الوطن قبل أهدافي.
أنا من تختلط عليّ الأيام لدرجة أن نهاية الأسبوع وهي أيام راحتي، أشعر أن جسدي منهك يحتاج لراحة، لكن عقلي يحول دون ذلك يفكر ويجعلني أحيانا في وضع الاستعداد، فنومي قليل وأحتاج لوقت كي أستوعب أنني في إجازة نهاية الأسبوع.
أنا كنت أسعد حينما يُقال عني قم للمعلم، والآن سأسعد وأنا بحاجة أن يقف الجميع بجانبي، وجميعنا نتبادل التقدير والمسؤولية لأكون أنا في الحياة معكم علمت يا صديقي أنا، وأين أكون؟